الثورة – لجينة سلامة:
يعيدنا “الأخوين ملص” في العرض المسرحي “كل عار وأنتم بخير”، خمسين سنة إلى الوراء من عمر وطن كبرنا فيه كما كبرت أحلامنا والتي ماتت مع الوقت على أمل الخلاص من إيقاع حياة رتيب.
كعادتهما “الأخوين ملص” يلامسان عمق الوجع والمعاناة ويصلان إلى دواخلنا الإنسانية بأسلوب جدي مؤلم وعميق ليعودا بظرافتهما لبلسمة الوجع بابتسامة تورق القلب وتنتزع الضحكة بذكاء.
تضع المسرحية يدها على الجراح لا لتطبطب عليها، وحسب بل محاولة مداواتها كل حسب إمكانياته وموقعه، فحرفية ومهنية “الأخوين ملص “تشرّح معاناة شعب بموضوعية، معاناة شعب يحب الحياة ويريدها بحرية وسلام وأمان.
كان العرض ممتعاً وجميلاً، ما قدمه “الأخوان ملص” على خشبة قومي طرطوس، برعاية وزارة الثقافة وسط حضور متعطش للمتابعة مع استمرار الحركة المسرحية في المحافظة ودعم المواهب والخبرات الفنية وتوفير الدعم والإمكانيات اللازمة.
الجدير ذكره أن “الأخوين ملص” كانا قد قدّما بعد التحرير عملاً مسرحياً بعنوان: “اللاجئان” في مركز ثقافي طرطوس حمل رسالة إنسانية مفعمة بطاقة الشباب والتوق إلى السلام والأمان، وقد كان له صدى جميلاً كما دوماً عند الحضور المتلقي الذي يحترم “الأخوين ملص” لأنهما يحترمان عملهما وجمهورهما.