حرائق الأفكار.. حين تلتهم هدوءنا!

الثورة – لميس علي:

أحياناً.. لا تستطيع إيقاف هدير الأفكار المتلاحقة في ذهنك، فكيف حين ترى وتشاهد مقاطع فيديوهات لحرائق “واقعية” تلتهم أجمل الأشياء والأماكن؟ كم من حالة شعورية تتسرّب إليك من تلك المشاهدات؟ كما كل حالات التلقي لمختلف الأحداث “الفارقة”، التي ليست سوى زوبعة تحرّك سيلاً من أفكار متلاحقة، تنتج خيالات، وغالباً ما تتحوّل خيالاتنا/أحلامنا، التي هي أرض خصبة لأفكارنا، إلى واقعنا.

إذاً.. كيف علينا الحدّ من سيطرة حرائق أفكارنا وتمرّدها علينا؟ كيف علينا إدارتها لتغدو سبيل تحفيزٍ ونموٍ لا العكس؟ غالباً ما تبدأ القصة بشرارة، بفكرة عابرة، لربما كان لها جذرٌ واقعي مثل حدث ما، أو مشهد بصري، أو حتى كلمة بسيطة تطرق باب عقلك ثم تبقى وتتمدد متحوّلةً إلى ألسنة لهب فكري تأكل سكينتك شيئاً فشيئاً.

ومهارتنا يفترض أن تتجسّد بتحويل شرارة البدء إلى انفجار كبير “إيجابي” على الصعيد الفكري والنفسي، بحيث لا يتحول سيل التداعي “الحر” إلى شيطان أفكار يشبه الاحتراق الداخلي.. وبالتالي لعبة/ملاعبة الأفكار تصبح حينها تتشابه وطريقة “ويليام جيمس”: السلاح الأعظم ضد التوتر هو قدرتنا على اختيار فكرة بدل أخرى.

ولهذا نحتاج إلى تقنية التوازن التي تحافظ على مسافة أمان ما بين الأفكار النشطة، حتى وإن كانت قلقة، وما بين الحرائق الذهنية.

فالأولى ضرورية إيجابية ومثمرة على صعيد الاكتشاف والتطور المستمر الذي يواكب ديناميكية الحياة من حولنا، فيما الثانية هي النوع الذي يلتهم هدوءنا فعلياً من دون نتيجة ملموسة واقعياً سوى التراجع النفسي والذهني.

هل مسافة الأمان هذه تفضي إلى الفصل ما بين عيشنا وبين تفكيرنا؟

بالنسبة للفيلسوف الألماني “بيتر سلوتردايك” دعا إلى هذا النوع من الفصل، بالاعتماد على الطاقة عبر صرفها/استثمارها أو تقنينها، حين تحدّث عن ضرورة العيش بحرارة والتفكير ببرودة، بمعنى التفاعل مع الحياة بكل شغف، والنظر إلى الأمور بموضوعية وعقلانية، والسؤال، حين نحيا العيش بكل إقبال واستمتاع، أليس هذا وحدَه سبيلاً لإلهاب التفكير لمن اعتاد “ملاعبة الأفكار”..؟ ما فكّر فيه “سلوتردايك” ينشئ نوعاً من تبادلية الحرارة بين عيش وفكر، وهي وسيلة لإمداد حياتنا بقابلية حيوية لحظاتنا كيفما كانت ماهية هذه اللحظات “تأملية فكرية” أو منشغلة بالعيش والانغماس بكامل حواسنا به.

البعض ذهب لممارسة طريقة أخرى لإدارة الأفكار والعيش، تتشابه وتعاليم “إيكهارت تول” عبر تطبيق قناعة: عندما يكون ذهنك هادئاً فإن حياتك تصبح هادئة.

هل يتقارب الهدوء هنا ومعنى البرودة؟ أم إنها وسيلة أخرى لتجريب كلّ من الحرارة والبرودة، لكن بقناع هادئ؟ فالهدوء لا يتنافى مع الأفكار النشطة، هو ليس إلا أداة لترتيبها وتسهيل استخراجها.

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا