الثورة:
شدد رئيس الجمهورية السيد “أحمد الشرع”، خلال لقاء حواري مع أكاديميين وسياسيين ووجهاء من محافظة إدلب، على أن فكرة تقسيم سوريا “مرفوضة بالكامل”، واصفاً من يروج لها بأنه “جاهل سياسياً وحالم”، وأكد أن وحدة الأراضي السورية وحصر السلاح بيد الدولة هي مبادئ راسخة ومتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً.
قال الرئيس الشرع إن الظروف التي تسمح بالتقسيم غير موجودة، مشيراً إلى أن ما يثار حول الكانتونات المحلية مجرد أوهام. وأضاف أن الاستقواء بإسرائيل “أمر غير واقعي وصعب التطبيق”، لأن الجنوب السوري كثيف السكان، وأي قوة أجنبية لن تتمكن من فرض سيطرة فعلية هناك.
وأوضح أن معركة إدارة الثورة كانت أصعب من إدارة الدولة اليوم، لكن النجاح تحقق عبر وحدة الموقف بين الشعب والسلطة. وشدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب “عقلية دولة شاملة” لا عقلية الغنائم أو المحاصصة، مؤكداً أن الثورة انتهت كمرحلة، وأن بناء الدولة يحتاج إلى مقاربة جديدة قوامها التفاهم والاستقرار.
وأقر الرئيس ببطء عمليات الإعمار نتيجة العقوبات وتآكل الإيرادات والأوضاع الاقتصادية المتردية، لكنه أعلن عن قرب إطلاق “صندوق التنمية” لتمويل إعادة البناء بالاعتماد على السوريين والمغتربين، إضافة إلى الاستثمارات الأجنبية التي تجاوزت 28 مليار دولار خلال الأشهر الماضية.
وأكد أن هذه الاستثمارات ستصل إلى حدود 100 مليار دولار بنهاية العام، مع التركيز على البنية التحتية والزراعة والصناعات.
في ملف السويداء، أكد الشرع على أن الدولة ماضية في سياسة “التهدئة والمصالحة الاجتماعية”، رافضاً أي محاولة لإبقاء السلاح خارج سلطة الدولة، وبخصوص “قسد”، أشار إلى وجود مفاوضات جدية مع أطراف محلية ودولية لحل الملف سلمياً خلال أشهر قليلة.
أما في ما يتعلق بالناشطين، فأكد تقديره لدورهم لكنه شدد على أن بناء الدولة يحتاج إلى توزيع الأدوار وفق الكفاءة لا الترضية السياسية.
وختتم الشرع بالقول إن إعادة الناس إلى بيوتهم ومناطقهم أولوية قصوى للحكومة، مؤكداً أن “المهمة صعبة بحجم الدمار، لكنها ليست مستحيلة”، مضيفاً أن الشعب السوري الذي “تحمل الحرب وقساوتها” قادر على استكمال مسيرة البناء إذا توفرت الخدمات الأساسية والبنية التحتية.