الثورة – عدي جضعان:
أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا”، فجر اليوم الإثنين 17 تشرين الثاني/نوفمبر، أن الحكومة السورية سلّمت 17 مواطناً لبنانياً إلى الجهات المختصة في بيروت.
وأوضحت الوكالة أن هؤلاء الأشخاص كانوا قد أُوقفوا من قبل قوى الأمن الداخلي في طرطوس، بعد ضبطهم داخل المياه الإقليمية السورية أثناء محاولتهم الدخول بطريقة غير شرعية عبر ثلاثة قوارب.
وجرى تسليم اللبنانيين رسمياً عبر معبر “العريضة” الحدودي، بالتنسيق مع الأمن العام اللبناني، بعد التأكد من سلامتهم وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم لضمان عودتهم بأمان إلى الأراضي اللبنانية.
إدارة التعاون الدولي في وزارة الداخلية واصلت التنسيق مع الجانب اللبناني لضمان سير عملية التسليم بسلاسة وأمان.
وتشهد الحدود البحرية والبرية بين سوريا ولبنان حركة متواصلة، سواء للأغراض التجارية أم لأنشطة التهريب والهجرة غير الشرعية، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها البلدان.
وتُعد مياه طرطوس الإقليمية نقطة حساسة، إذ تقع ضمن المسارات البحرية التي يستخدمها بعض اللبنانيين والسوريين لعبور الحدود بطريقة غير قانونية، بحثاً عن فرص عمل أو للهجرة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، حافظت سوريا ولبنان على مستوى من التعاون الأمني بين السلطات في كلا البلدين، إذ يشمل التنسيق متابعة القوارب والمراكب غير القانونية، وضبط المخالفين، وتسليمهم بشكل رسمي إلى الجهات المختصة، كما حدث اليوم.
وتمثل العلاقة بين البلدين نموذجاً فريداً في التاريخ العربي الحديث، إذ تجمع بين روابط جغرافية ومجتمعية وتاريخية متينة، رغم التعقيدات السياسية والاصطفافات الإقليمية.
ومنذ عهد الانتداب الفرنسي، ظلّ التواصل بين بيروت ودمشق قائماً، لا تحده حدود مصطنعة، ولا تلغيه تقلبات السياسة.