الثور – جودي يوسف:
استقبل وزير الدفاع السوري، اللواء المهندس مرهف أبو قصرة- في دمشق أمس الأحد- وفداً روسياً رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الدفاع، يونس بك يفكيروف.
وبحث الجانبان سبل تطوير التعاون العسكري وتعزيز آليات التنسيق بما يحقق المصالح المشتركة ويتماشى مع تطلعات البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وذكرت وزارة الدفاع السورية أن المباحثات ركزت على الارتقاء بمستوى الشراكة الدفاعية، وتوسيع نطاق تبادل الخبرات، والتنسيق في الملفات العسكرية ذات الأولوية.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الاجتماعات والاتصالات العسكرية المتزايدة بين دمشق وموسكو في الآونة الأخيرة، إذ كان أبو قصرة قد قام الشهر الماضي بزيارة رسمية إلى روسيا، التقى خلالها وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف.
وجرت خلال الزيارة مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية، وتطوير برامج التدريب والتعاون الفني والعسكري، إلى جانب بحث عدد من القضايا المشتركة التي تخدم مصالح البلدين.
وشهدت الزيارة تأكيداً متبادلاً على أهمية استمرار العمل لتعزيز قنوات التنسيق العسكري ومتابعة الملفات المشتركة بصورة منتظمة.
وسبقت هذه اللقاءات مجموعة مباحثات سورية-روسية تناولت ملفات التعاون الدفاعي، وإعادة تطوير القدرات العسكرية السورية، إلى جانب مناقشة مجالات الدعم وتوسيع برامج التدريب بما ينسجم مع التفاهمات القائمة بين الجانبين ويعزز مسار العمل المشترك.
وتعكس هذه اللقاءات والتحركات المتتابعة رغبة واضحة من الطرفين في ترسيخ مستوى أعلى من التنسيق الدفاعي، سواء عبر الزيارات الرسمية أم الوفود العسكرية المتبادلة، مما يشير إلى مرحلة جديدة من التعاون العسكري تشهد نشاطاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة.
كما تحمل هذه التحركات رسائل إقليمية واضحة، فتعزيز العلاقة العسكرية بين موسكو ودمشق يأتي في ظلّ تنافس قوى إقليمية مثل وإيران وإسرائيل، وتغير موازين القوى في المنطقة.
ويشكّل هذا التعاون عامل ضغط على بعض القوى التي تراقب باهتمام عودة التنسيق العسكري السوري-الروسي إلى واجهة الأحداث، خصوصاً في الملفات المتعلقة بالحدود الشمالية، والشرق السوري، وإعادة توزيع خرائط انتشار القوات.
وعلى المستوى الداخلي السوري، يشير هذا التقارب المتسارع إلى رغبة الحكومة في إعادة تثبيت علاقتها مع روسيا كشريك رئيسي في مرحلة ما بعد الحرب، سواء من حيث إعادة بناء القدرات العسكرية أم دعم عملية إعادة بناء الدولة.
وينسجم هذا التقارب أيضاً مع رغبة دمشق في الحصول على دعم سياسي دولي يعزز موقعها في أي مسار تفاوضي يتعلق بالمرحلة المقبلة.