الثورة – هلا ماشه:
أعلنت قيادة قوات الحدود العراقية، يوم أمس الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عن مواصلة تعزيز سيطرتها على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، من خلال الاستمرار في نصب جدار خرساني في قاطع لواء مغاوير الحدود بمنطقة طريفاوي شمال القائم.
وجاء في بيان للقيادة أن هذه الأعمال تأتي ضمن سلسلة التحصينات الأمنية التي تجريها قيادة قوات الحدود؛ بهدف تعزيز السيطرة على الشريط الحدودي، واستكمالًا لخططها في رفع مستوى التحصين الميداني وتأمين الحدود العراقية مع دول الجوار، بما يضمن ترسيخ الأمن والاستقرار.
ويمتد الشريط الحدودي بين العراق وسوريا لأكثر من 620 كيلومتراً، ويحظى باهتمام أمني متزايد منذ سقوط النظام المخلوع في سوريا في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وهو ما دفع بغداد إلى رفع حالة التأهب ونشر تعزيزات شملت ثلاثة ألوية من الجيش العراقي، بالإضافة إلى لواءين من قوات “الحشد الشعبي” على طول الحدود.
وشملت التحصينات الدفاعية الميدانية تطوير خطوط متتالية من الحواجز الأمنية، التي تضمنت أسلاكاً شائكة وأخرى منفاخية، وسياج “بي آر سي”، وخنادق، إلى جانب تركيب كاميرات حرارية ونشر أعداد كبيرة من القوات لمراقبة ورصد أي تسلل أو هجمات محتملة.
ورغم تشديد الإجراءات الأمنية، أكدت بغداد حرصها على إقامة علاقات ودية مع دمشق، مشددة على موقفها القائم على عدم الانحياز لأي طرف أو التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد صرح في وقت سابق بأن العراق يسعى للحفاظ على أمن حدوده مع سوريا ودعم الاستقرار الإقليمي دون الدخول في الصراعات الدائرة.
وأشار إلى أن العراق يتعاون حالياً مع سوريا لمواجهة نشاط تنظيم “داعش” الذي ما زال يحتفظ بجيوب مسلحة في شرق سوريا، موضحاً أن بغداد تبادلت معلومات أمنية مع دمشق لضمان مراقبة الحدود وتفادي أي تسلل عبرها.
تأتي هذه الخطوة في سياق مواجهة التحديات الإقليمية المعقدة، في وقت تحاول فيه بغداد إدارة ملف الحدود مع دمشق بحذر، تعزيزاً للأمن وحفاظاً على العلاقات الجيدة، كون سوريا تمثل عمقاً جغرافياً وأمنياً لدول الجوار، واستقرارها ضرورة لا خيار، ليس للعراق فحسب، بل للمنطقة ككل.