استياء شعبي بعد رصد صورة لـ “المخلوع” داخل “تربية حلب”

الثورة – جهاد اصطيف:

أثار انتشار صورة لرئيس النظام المخلوع، داخل إحدى غرف مديرية التربية والتعليم في حلب، موجة غضب واسعة على المنصات الاجتماعية خلال الساعات الماضية، بعدما تحول الظهور المفاجئ للصورة – التي التقطت من خلال نافذة تطل على الشارع – إلى حدث استفزازي فجّر سجالاً عاماً حول تسييس المؤسسات التعليمية وعودة الرموز السياسية إلى الفضاء المدرسي.

غضب رقمي يتجاوز المعتاد

رصدت منصات رقمية محلية نحو ألف تعليق على الحدث خلال ساعات فقط، موزعة على أكثر من عشر منصات، وأظهر تحليل هذا التفاعل حالة رفض شعبي كاسح، إذ اعتبر نحو 70بالمئة من المعلقين أن وجود الصورة يمثل ” تسييساً للتعليم ” و ” إهانة للمعلمين والطلاب “، فيما ربطت نسبة أخرى الخطوة بسياسات أوسع تتعلق بالسيطرة على المؤسسات.

أما الأصوات المؤيدة، فقد بدت محدودة جداً، ولم تتجاوز 8بالمئة من مجمل التفاعل، وأغلبها اعتبر الحادثة ” تفصيلاً إدارياً لا يستحق الاهتمام”، في وقت بدت موجة الرفض أكبر من أن تتجاهلها المؤسسات المعنية.

ومن بين التعليقات المعارِضة التي حظيت بانتشار لافت: “هذه ليست مدرسة بل مكتب دعاية “، “وجود صورة رئيس النظام الهارب داخل التربية إهانة لكل طالب”، و “التعليم صار أداة ترهيب”، هذه العبارات- وفق محللين للسلوك الرقمي – تعكس مزاجاً شعبياً حساساً تجاه أي رموز سياسية، بالخصوص في المرافق التربوية.

“تربية حلب” ترد

وفي محاولة لاحتواء الجدل، أصدرت مديرية التربية والتعليم في حلب بياناً توضيحياً، أكدت فيه أن الصورة “قديمة” وكانت ملصقة على ظهر خزانة منذ زمن بعيد، وأن ظهورها للعلن سببه إعادة ترتيب المكان من قبل أحد الموظفين من دون أن ينتبه لوجودها، بعد أن كانت مخفية خلف الستارة.
وأضاف البيان: إن المديرية أزالت سابقاً جميع رموز النظام من مكاتبها وأقسامها منذ تحرير المدينة، مؤكدة التزامها ” بتوفير بيئة تعليمية وإدارية محترمة وخالية من أي مظاهر غير لائقة “، وموضحة أنها باشرت تحقيقاً داخلياً لمعرفة ملابسات الحادثة وتفادي تكرارها.

قراءة في المزاج العام

يرى متابعون أن الحساسية المتزايدة تجاه أي مظهر من مظاهر النظام المخلوع داخل المؤسسات التعليمية، تعود إلى الرمزية العميقة التي تحملها المدرسة في الوعي الجمعي، باعتبارها فضاءً يفترض أن يكون بعيداً عن النفوذ السياسي.

كما يعكس حجم التفاعل – وفق متابعين – وجود احتقان كامن تجاه أي مؤشرات تفسر على أنها محاولة لإعادة تشكيل الحضور الرمزي للنظام المخلوع في أي بقعة من سوريا المحررة، حتى لو جاءت في سياق ” خطأ إداري ” كما تقول المديرية.

وترى هذه القراءات أن رد الفعل الشعبي لم يكن موجهاً للصورة بقدر ما هو رفض لرمزية سياسية تسللت إلى فضاء يفترض أنه محايد، وهو ما يفسر اللهجة الحادة للتعليقات وانتشارها السريع.

لماذا تضخم الحدث؟

يشير تربويون إلى أن المؤسسات التعليمية في سوريا لطالما كانت، خلال عقود مضت، إحدى أهم مساحات إنتاج الخطاب الرسمي وترسيخ الرموز السياسية في الوعي المجتمعي، لذلك، فإن أي عودة – حتى إذا كانت غير متعمدة – تحضر في الذاكرة الجماعية كتهديد محتمل لخصوصية التعليم واستقلاليته.

ويرى هؤلاء أن الحدث يكشف مستوى الحساسية الشعبية تجاه هوية إدارة التعليم، إذ تتحول التفاصيل الصغيرة إلى مؤشرات كبرى تُقرأ في سياق الصراع السياسي.

حادثة صغيرة.. بدلالات كبيرة

رغم أن مديرية التربية في حلب قدمت تفسيراً إدارياً للحادثة، وفتحت تحقيقاً ووعدت بإجراءات وقائية، إلا أن موجة التفاعل التي رافقت ظهور الصورة، تكشف أن المجتمع يعيش مرحلة وعي سياسي حاد تجاه كل ما يمس المؤسسة التعليمية، وطبيعة الرسائل التي تُبنى داخلها.
ما حدث لم يكن مجرد صورة ظهرت خلف خزانة، بل شرارة كشفت حجم القلق الشعبي من أي احتمال – ولو رمزي – لقضم استقلال التعليم، في بيئة ما زالت تسعى لترسيخ مؤسساتها بعيداً عن إرث المنظومة السابقة.

آخر الأخبار
بعد عام على التحرير.. سوريا تفتح أبوابها للعالم في تحوّل دبلوماسي كبير " متلازمة الناجي".. جرح خفي وعاطفة إنسانية عميقة خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف