الثورة – جهاد الزعبي:
تراجعت إنتاجية محافظة درعا من زيت الزيتون هذا الموسم إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ عشرات السنين، إذ قدرت مديرية الزراعة إنتاجية هذا الموسم بحوالي ألف و 800 طن زيت فقط،

ما أدى إلى ارتفاع أسعار صفيحة الزيت سعة 16 كغ إلى مليون وربع المليون ليرة، فما هي أسباب هذا التراجع، وغلاء الأسعار؟
في التفاصيل، أكد بعض مزارعي الزيتون بدرعا أن إنتاجية محصول الزيتون في المحافظة هذا الموسم كانت أقل من المأمول وبنسبة 50 بالمئة، بسبب شح الهاطل المطري وجفاف السدود والينابيع، وعدم تمكنهم من ري أشجارهم بالشكل المطلوب، كي تعطي إنتاجية جيدة.
تراجع الإنتاج
من جانبه، كشف مدير زراعة درعا، المهندس عاهد الزعبي لصحيفة الثورة، أن قلة مياه الري وجفاف الكثير من الموارد المائية هذا الموسم أدّيا لقلة في عدد ريّات أشجار الزيتون، وبالتالي أثر ذلك على كمية الإنتاج.
يضاف إلى ذلك ظاهرة المعاومة التي لها دور كبير في الإنتاجية، إذ تعطي الأشجار موسماً بإنتاجية كاملة، والموسم الذي يليه نصف إنتاجية، وذلك حسب الرعاية والخدمات المقدمة للأشجار.
وبيّن أن المساحة المزروعة بالزيتون في محافظة درعا، تبلغ 5659 هكتاراً مروياً و 11504 هكتارات بعلية، وتحتوي على 3 ملايين و140 ألف شجرة، منها 2.826 مليون شجرة مثمرة.
أما بالنسبة للإنتاج المتوقع، فيبلغ 17 ألف طن، بانخفاض عن السنوات السابقة يقدر بنسبة 40 بالمئة، بسبب ظروف الجفاف وظاهرة المعاومة.
ترميم وتوسع:
رئيس دائرة الزيتون بمديرية زراعة درعا المهندسة حنان الخياط ، أشارت إلى أن الزيتون يزرع في جميع أنحاء المحافظة، وقد بلغ عدد أشجار الزيتون قبل عام 2011 أكثر من 6 ملايين شجرة، وبلغت كمية الزيت المنتجة آنذاك نحو 10 آلاف طن زيت، ولكن خلال سنوات الحرب تم قطع ويباس أكثر من 3 ملايين شجرة مثمرة، وبالتالي تراجعت الإنتاجية بشكل كبير، إذ بدأ المزارعون بتعويض المساحات المقطوعة، وذلك بعد تحسن أسعار الزيت والزيتون في الآونة الأخيرة.
ويبين إياد الجهماني صاحب معصرة زيت، أن هناك تراجعاً كبيراً في كميات الزيتون القادمة للعصر، وذلك بسبب تدني إنتاجية هذا الموسم إلى حوالي النصف، ولكن الشيء الملفت أن كميات الزيت المستخلصة من ثمار الزيتون ممتازة، وقد بلغت كمية الزيتون لاستخلاص صفيحة زيت وزن 16 كغ ما بين 55-75 كيلو غرام زيتون، وهذا ممتاز مقارنة مع مواسم سابقة.
ويعود سبب ذلك إلى ارتفاع نسبة الزيت في حبات الزيتون بسبب قلة مياه الري، ما جعل الشجرة تعمل على سحب المياه من حبات الزيتون كي تستمر بالحياة وتبقى نسبة كبيرة من الزيت في حبات الزيتون.
ارتفاع أسعار الزيت
في السياق ذاته، أكد تجار الزيت أن هناك تحسناً ملحوظاً بأسعار الثمار، إذ وصل ثمن الكيلو غرام إلى حوالي 15 ألف ليرة، وهذا التحسن أدى لارتفاع أسعار الزيت نتيجة لانخفاض الإنتاج المتوقع بنسبة كبيرة، وقد بدأت بالفعل بوادر الارتفاع، حيث ارتفع سعر صفيحة الزيت (16 كجم) من إنتاج الموسم الماضي إلى حوالي مليون ومئة ألف ليرة، أما سعر الزيت الحديد، فيصل إلى حوالي مليون وربع المليون ليرة، والسعر قابل للارتفاع في كل يوم، بسبب احتكار التجار للمادة من أجل تصديرها أو بيعها بسعر أعلى.
بعض الأهالي طالبوا بتزويد محافظة درعا بكميات مناسبة من زيت الزيتون لسد الحاجة المتزايدة، وكسر ارتفاع الأسعار، إذ بات من الضروري فتح باب الاستيراد لتزويد السوق المحلية بالكميات المناسبة من زيت الزيتون.
وأوضح بعض المواطنين أنهم أصبحوا غير قادرين على شراء زيت الزيتون، وأصبحت هذه المادة الهامة خارج موائدهم بسبب غلاء أسعاره بشكل كبير يفوق إمكانيات حتى العائلات الميسورة.