الثورة – حسين روماني:
وصل طلاب قسم التمثيل السنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية إلى امتحانهم الأخير ليقدموا مشروع التخرج الذي حمل عنوان “يوم عادي”، عن مسرحية “مشهد في الطريق” للكاتب الأميركي “ألمر رايس”.
ينتمي النص الأصلي إلى النزعة الطبيعية في الأدب، ذلك التيار الذي يكتفي بتقديم الحياة كما هي، من دون تزيين أو حتى تعليق، فيطرح العرض شريحة من الحياة المتواصلة تُقدّم إلينا في ثلاثة فصول، مع وحدة أرسطية في الزمان والمكان ضمن محيط سكني واحد يجمع أنماطاً من البشر يُقدّمون بصفتهم، في مجتمعهم الصغير، كناية عن أهل المجتمع الكبير، بنى عليه فريق المشروع وعلى رأسهم يزن الداهوك نصهم الخاص.
يقول “الداهوك” لصحيفة الثورة: “اتخذنا من النص الأصلي فرضيتنا وصنعنا نص العرض الذي سيأخذ من وقت المشاهد 3 ساعات متواصلة”.. وعن كواليس التحضيرات قال: “بدأنا بالعمل من شهر نيسان الماضي، توقفنا عدة مرات بسبب الظرف العام، وعلى الرغم من ذلك وصلنا بالعرض إلى صيغته النهائية”.
الدراماتورج حنين منصور، تحدثت عن تفاصيل العملية الإبداعية بين “النص الأصلي” و”المراد تقديمه”، وقالت: “تستعرض المسرحية يوماً في حياة عدة عائلات تسكن ضمن بناء في حي شعبي في أميركا سنة ١٩٦٠، وصراع أفرادها بين المسؤولية والأنانية والخيانة والفقد والخذلان والنفاق والوحدة، تمت محاولة الحفاظ على ظرفية المسرحية التي تطرح تفكك العائلة في ضوء الخراب الاجتماعي الذي يؤثر على الفرد وبالتالي ينخر ببنية عائلته، وكيف تنتج هذه البنية المعطوبة جيلاً جديداً يتحتم عليه التعامل مع الخراب من حوله بطرق عدة، هناك من يحاول ترميم الأساس المعطوب، وهناك من يفشل في ذلك، لأن الخراب قضى عليه”.
وتتابع: “تم المحافظة على شرط المسرحية، زمانها ومكانها وشخوصها من ناحية الشكل والابتعاد عن عملية التبييء -مع ضرورة تغذية سياقات ثانوية بإضافات تناسب الرؤية المطروحة- إلا أنها بتجليات صراعاتها تمس خراباً اجتماعياً فُرض على الناس الذين وجدِوا في الألف الثالث الغارق في التشظي والضياع والفوضى والعنف، لتكون بخرابها ليست إلا يوماً اعتاد بشر الألف الثالث المعطوب أن يصفه بأنه عادي، ونحن جزء من هذه الألفية والألفية التي سبقتها، والتي تم طرح العرض في سياقها”.
يبدأ مسرح “فواز الساجر” مساء اليوم الأحد وحتى الخميس القادم باستقبال الجمهور ليشاهد 16 طالباً وطالبة، منهم “أنس حموي، معن مقداد، عمران نصر، حسين مختار، مي حاطوم، سارة مرشد، نيكول عبيد”.
يقدمون لآخر مرة عرضهم داخل أسوار المعهد، مختبرهم المسرحي الذي تعلموا فيه التمثيل وأدواته.