الثورة – همسة زغيب:
“يحمل أمهات، في طياته مشاعر متناقضة كالصمود والحنين، القوة والضعف، في محاولة لرصد الصورة الحقيقية للأم السورية، بما تحمله من تفاصيل تعكس واقعها وحكاياتها، كجزء من مشروع فني طويل يسعى لإعادة قراءة صورة الأم في الثقافة السورية”.

هكذا وصف الفنان التشكيلي نبيل السمان معرضه الجديد في حديثه لصحيفة “الثورة”، قائلاً: “المرأة السورية ليست مجرد رمز للعطاء، بل الركيزة الأساسية للمجتمع، وشريك فعّال في بناء تاريخنا الجماعي”.
يقدم السمان 47 عملاً بأحجام مختلفة في معرضه “أمهات” ضمن غاليري زوايا بدمشق، مستخدماً ألوان الأكريليك على القماش، تجمع فيما بينها فكرة واحدة “الأم السورية” كما هي في واقعها، بكل ما تحمله من أوجاع وأمل.
ويؤكد أن هناك تقاطُعاً عميقاً بين الأم السورية والوطن، فكل صورة أنثوية في المعرض هي استحضار لروح المكان، كذاكرة حيّة يتشاركها السوريون، يقول: “تمنح المرأة السورية القدرة على الاستمرار مهما كانت الظروف، متل الأم، وسوريا هي وطن يحتفظ بجماله وقوته رغم الصعاب”.
تتميز اللوحات بالتداخل بين الرموز التراثية وعناصر الواقع اليومي، حيث المرأة المصدر الدائم للثبات والقوة، رغم التحديات.
المعرض الذي انطلق يوم السبت الماضي يستمر حتى نهاية الشهر الحالي، ويتيح للجمهور فرصة للاطلاع على أعمال تعيد تقدير دور المرأة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتضعها في قلب الوجدان السوري كحافظة للهوية والثقافة.
نبيل السمان، مواليد دمشق عام 1957، تخرج في كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية، ويمتلك تجربة فنية غنية استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، مزج خلالها بين الرمزية والتعبيرية في أعماله، وشارك في معارض فردية وجماعية داخل وخارج سوريا، كما تعكس أعماله قضايا اجتماعية وإنسانية، ما جعله يحتل مكانة بارزة في الفن التشكيلي السوري المعاصر.