الثورة – همسة زغيب:
أقام المركز الثقافي في جرمانا أمسية شعرية وموسيقية اليوم احتفت بالشعر الفصيح والبوح الإنساني، جمعت الشاعرين خليل حمادة وأحمد الشمطي في لقاء فني استثنائي، منح الحضور فسحة تلتقي فيها الموسيقا مع الكلمة في فضاء واحد.

بدأت الأمسية بإيقاع هادئ يتناغم مع روح المدينة، قبل أن يتصدر الشاعر خليل حمادة المسرح، حاملاً معه مجموعة من القصائد الفصيحة التي تمزج بين الصورة الشعرية والموسيقا الداخلية للنص، لتترك أثرها في وجدان الجمهور، ومنها:
تــريــد تـنــسى ؟ وانــتَ آنــي
عَــايــش بــروحـــي وكـيَـانــي
وصــــوتـــك لـذاتــــي سكـينـة
يـدَاعــب آلامــي وأشــــجانــي
وهَمْــسك لشِــــعــري قـصــيدة
مجدّلـــــة بســـــحر البـيـــــاني
ومثـــل نيــــسان بـصـــــورْهـــا
مشنْـــشلـة ألـــــوان ومعَـــانــي
وقال الشاعر حمادة في تصريح لصحيفة الثورة : “إنّ الشعر والموسيقا امتداد طبيعي لتجربة حياتية تجمع بين الإلقاء والإنشاد والمقامات الشرقية، وإن الأداء ليس مجرد قراءة نص، بل تفاعل حيّ مع الجمهور، لأترك القصيدة تنبض بالإيقاع الداخلي بين الحب والفقد والروح الإنسانية، لغة تنحاز للبيان وتستعير من الموسيقى نبضها لتصل إلى المتلقي بطريقة مباشرة وحية”.
وألقى أحمد الشمطي عدة قصائد تميل إلى الغنائية والوجدانية والعاطفية، مستنداً في صوته على خلفيته الموسيقية لخلق تفاعل لحظي بين النص والنغمة، تفاعل الحضور مع أدائه كان واضحاً، حيث نجح في جمع الشجن بالصلابة، ليخلق حالة إنصات ممتدة تجمع جمال اللغة مع مهارة الأداء المقامي.
وأكدت مديرة المركز الثقافي في جرمانا، رمزا خيو: “الشعر والموسيقا هما لغة الروح، والمركز سيبقى مساحة مفتوحة لكل إبداع يضيء المدينة ويمنحها دفئها الإنساني”.
وحرص المركز الثقافي على تنظيم الأمسيات الشعرية والموسيقية ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى إبراز المشهد الإبداعي في المدينة، ومنح المنابر للشعراء والمبدعين من مختلف التجارب. كما شكل الحوار بين القصيدتين، من توليفة خليل حمادة القائمة على موسيقى الداخل، وقصائد الشمطي الغنائية، لوحة فنية متكاملة، رسمت ملامح ليلة استثنائية.
وفي ختام اللقاء، خرج الجمهور محمّلاً بأسئلة الشعر وموسيقا الكلمة، تاركاً أثر الأمسية بوصفها لحظة تتيح للقلب أن يتنفس عبر صوتين يلتقيان في حب الفن، ويقدمان للمدينة ما يعيد إليها دفئها الإنساني.