“سورية والبرازيل وسبل تعزيز العلاقة بينهما” في ثقافي أبو رمانة

الثورة – رفاه الدروبي:

ألقى القنصل الفخري للبرازيل الدكتور رفلة كردوس محاضرة عنوانها “سورية والبرازيل وسبل تعزيز العلاقة بينهما” بمناسبة تكريم الجالية العربية باعتبار الخامس والعشرين من الشهر الحالي يوم الجالية العربية، ودورها في المساهمة بنهضة البرازيل، الوطن الثاني للعديد من السوريين واللبنانيين وغيرهم من المهاجرين العرب.
نشرت الحضارة
استهلَّ الدكتور كردوس حديثه في ثقافي أبو رمانة، معتبراً الهجرة ظاهرة طبيعية لأنَّ الحرية والانتقال هما أساس النظام الكوني في الحياة، فالكائنات تنتقل إلى حيث يمكن التلاؤم مع البيئة، والهجرة ظاهرة اجتماعية يُسمِّيها المُفكِّر توينبي هجرة تحدٍّ هادفة تسعى كلياً للرزق أو الحرية أو الأمان، وساهمت في إعمار الأرض وارتياد مجالها، ووسيلة لنشر الحضارات والثقافة وتبدُّل الخارطة الديموغرافية في العالم، لافتاً إلى أنَّ الوطن العربي ظلَّ يرفد العالم بالموجات الحضارية، بدءاً من إفريقيا إلى أوروبا عبر الأندلس وصولاً إلى أمريكا، إذ اكتشفها الفينيقيون قبل كولومبوس بقرون عديدة، وانطلقوا من أرواد وصور وصيدا، حاملين معهم إلى البلدان المفتوحة ثقافتهم وحضارتهم وعاداتهم ولغتهم، وعبروا الأطلسي بسفنهم الجبَّارة إلى البرِّ الأمريكي.
كما أشار إلى أنَّ عضو الدولة البرازيلية الفيسكونت دي سوبرماي تلقَّى في عام ١٨٧٣ رسالة من ولاية بارابيبا في داخلها رسم على منقوشة حجرية، وجدها أحد العمال في مزرعة السينوركوستا، وعمد ابنه الرسام المبدع إلى نقل المنقوشة على الورق، وكانت عبارة عن ١١سطراً أرسلت صورة عنها إلى مدير المتحف الوطني في ريو ديجانيرو السينور نيتو، فتوصَّل إلى حقيقة شغلت علماء الآثار واللغات لأكثر من عقد، إنها منقوشة فينيقية، موضِّحاً أنَّه بعد عرضها على العلماء تبيَّن أنَّها حقيقية، عندئذ ترجمها نيتو إلى البرتغالية والفرنسية والإنجليزية ونشرها في جريدة نوفونوندو، وأكَّد الباحث عبد الله الحلو أنَّ ١١ سطراً كانت عبارة عن محضر دفاع عن النفس قدَّمه الوافدون الفينيقيون إلى سكان البلد الأصليين يثبت بأنّهم ليسوا قراصنة بل تجاراً جاؤوا بسفنهم ثم تاهوا في الأطلسي إلى أن حطَّت أقدامهم على الأرض في العالم الجديد.
وأضاف أنّ الهجرة العربية إلى العالم الجديد لها جذور عميقة في التاريخ فالإمبراطور البرازيلي بيدرو الثاني عندما زار سورية ولبنان أعجب بمدينة دمشق، فتحدَّث عن بردى والجامع الأموي وأعمدته التاريخية.
المهاجرون عملوا بجد
السفير البرازيلي أندريه سانتوس أشار إلى أنَّ أصول العلاقات بين السوريين والبرازيليين تعود إلى القرن التاسع عشر عندما كان جزء كبير من بلاد الشام تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وبسبب القضايا المحلية وصلت الموجات الأولى اللاحقة من المهاجرين السوريين إلى البرازيل عبر ميناء سانتوس، واستقروا في مدينة ساو باولو وما حولها، لكن رغم وجود أحفاد سوريين في الأراضي البرازيلية كافة، إلا أن ساوباولو تظل قلب الشتات السوري في البرازيل.
السفير سانتوس لفت إلى أنَّه لم يكن تعبير الشراكة المربحة للجانبين مستخدماً بعد في بداية القرن الماضي لكن المهاجرين الأوائل عملوا بجد، وأصبح عدد لا بأس به منهم من الأثرياء، وأرسلوا الأموال إلى عائلاتهم في الوطن ما ساعد في تنمية البرازيل، وكان المهاجرون السوريون وأحفادهم أساسيين في تطوير التجارة والصناعة البرازيلية إلى جانب المهاجرين من مناطق أخرى من العالم، لافتاً إلى الحفلات المنظّمة بين البلدين في دار الأوبرا بدمشق بمشاركة ثلاثة موسيقيين برازيليين مع الأوركسترا الوطنية السورية، ونتيجة للتجربة سيحيي المايسترو السوري ميساك باغبودريان حفلاً موسيقياً نهاية العام الحالي على مسرح بلدية ريو دي جانيرو، إضافة إلى تنظيم معرض للرسام البرازيلي جولينو في المتحف الوطني بدمشق.
الحضور
أما الحضور فتمحورت مداخلاتهم حول ضرورة إنشاء مركز ثقافي في دمشق أو حمص للسفارة البرازيلية، لأنَّ الثقافة لغة أبدية تتحاور بها شعوب العالم وتُشجِّع التبادل الثقافي والعملي والطبي والسياحي بين البلدين عن طريق تنظيم وصلات منتظمة للتعريف بالحضارتين السورية والبرازيلية، لافتين إلى إظهار الحقيقة المُغيَّبة من قبل الإعلام الغربي.

آخر الأخبار
بمشاركة سوريا.. انطلاق المؤتمر الـ20 لرؤساء أجهزة الدفاع المدني في بغداد وزير المالية: إيقاف تراخيص شركات التأمين والتمويل العقاري لمراجعة شاملة محليات معرض دمشق الدولي يستقبل أولى الوفود الرسمية والعربية خطوة نوعية طال انتظارها.. قرار التربية بعودة الكوادر المفصولة إلى أعمالها سوريا وبريطانيا تبحثان العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي دمشق في معرضها ال٦٢ تفتح نوافذها الاقتصادية للشراكات والاستثمارات "موتكس خان الحرير 2025".. بين الفرصة والتحدي من مرفأ طرطوس.. تحميل باخرة بنحو 7 آلاف رأس من الغنم إلى السعودية "سيريانا الخير" تقدم مساعدات طبية لمستشفى إزرع الوطني متابعة حملة "أبشري حوران" في الصنمين عبد القادر طحان: من سوريا نصدّر المستقبل "الدفاع المدني" يشارك في المؤتمر العربي للحماية المدنية في بغداد معرض دمشق الدولي.. البوابة الجديدة لسوريا اقتصادياً ولإعادة الإعمار وزير الاقتصاد يستقبل نظيره التركي للمشاركة في فعاليات المعرض معرض دمشق الدولي.. لقاء المحلي والعالمي وعيون على استثمارات واتفاقيات سوريا والبنك الدولي يبحثان التعاون في مجالات التنمية وإعادة الإعمار "سامز" تعزز قدرات الكوادر الطبية في دير الزور عودة الألق للمرافئ وقطاع النقل البحري الاقتصاد الرقمي وتعزيز الكفاءة الإنتاجية.. في جامعة اللاذقية مكتب تكسي في كراج البولمان والكراج الشرقي في اللاذقية