الثورة – هراير جوانيان:
يخوض مانشستر سيتي الإنكليزي حامل اللقب وريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (14 مرة) أم المعارك، ضمن إياب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، اليوم الأربعاء، على ملعب الاتحاد، فيما يجد بايرن ميونيخ الألماني نفسه مطالباً بتخطي عقبة ضيفه أرسنال الانكليزي في سعيه لإنقاذ موسمه.
على ملعب الاتحاد في مانشستر، ستكون المواجهة أشبه بنهائي، بعد أن تعادل الفريقان 3-3 في قمة نارية ذهاباً في ملعب سانتياغو برنابيه، حيث تبقى كل الاحتمالات واردة إياباً، بما فيها اللجوء إلى شوطين إضافيين، أو لاحتكام إلى ركلات الترجيح، طالما أنّ الفريقين يقدمان مستوى رفيعاً ومتقارباً.
وكان فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا قلب تأخره 1-2 إلى تقدم 3-2 في لقاء الذهاب، قبل أن ينقذ الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي ريال من الهزيمة الأولى في آخر 28 مباراة له على أرضه في جميع المسابقات، بتسجيله هدف التعادل من تسديدة رائعة على الطائر قبل 11 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
ولا شك أنّ المهمة لن تكون سهلة لرجال الإيطالي كارلو أنشيلوتي ضد الفريق الإنكليزي الذي لم يسقط في المسابقة القارية للمباراة الثانية والعشرين توالياً، وتحديداً منذ الخسارة أمام عملاق إسبانيا 1-3 بعد التمديد في أيار 2022 في إياب نصف النهائي، كما أنّه لم يخسر على أرضه في المسابقة منذ 30 مباراة، أي منذ العام 2018، كما لم يخسر على أرضه في 41 مباراة في مختلف المسابقات منذ تشرين الثاني 2022.
ويبحث النادي الملكي عن الثأر من سيتي الذي أقصاه من الدور نصف النهائي الموسم الماضي حين تعادلا ذهاباً في مدريد 1-1 قبل أن يحقق سيتي فوزاً كاسحاً 4-0 إياباً في طريقه إلى اللقب الأول في تاريخه.
ويدخل السيتي إلى المواجهة مبتهجاً بانتزاعه صدارة الدوري الإنكليزي بفارق نقطتين عن أرسنال وليفربول، بفوزه الساحق على لوتون تاون 5-1 وخسارة الأخيرين أمام كريستال بالاس 0-1 وأستون فيلا 0-2، فبات أقرب إلى إحراز اللقب للمرة السادسة في آخر سبعة مواسم، معززاً حظوظه بتكرار إنجاز الموسم الماضي عندما حقّق ثلاثية تاريخية، بعد أن بلغ الفريق المملوك إماراتياً نصف نهائي مسابقة كأس إنكلترا حيث سيواجه تشيلسي السبت.
ويعوّل غوارديولا دائماً على ترسانته المدججة باللاعبين وفي طليعتهم النرويجي إرلينغ هالاند الذي واجه بعض الانتقادات في الآونة الأخيرة على خلفية غيابه عن التهديف بمواجهة ريال في المباريات الثلاث الأخيرة بين الجانبين، لكنّ مدرّبه دافع عنه بشراسة: الهدف ليس الكرة الذهبية، الهدف هو الفوز بالألقاب وقد فعل ذلك، هل كنا سنفوز بخمسة ألقاب العام الماضي بدونه؟ لم يحصل ذلك بالصدفة.
من جهته، يأمل أنشيلوتي أن يتابع البرازيلي رودريغو نجاعته التهديفية بمواجهة سيتي بعد أن سجّل هدفين ساهما في الإطاحة بالفريق الإنكليزي خلال مواجهة الفريقين في نصف نهائي المسابقة عام 2022، قبل أن يهز شباكه مجدداً الثلاثاء الماضي.
وفي المواجهة الثانية الليلة، يتمسّك بايرن بخيط أمل رفيع سعياً للخروج بلقب هذا الموسم، عندما يواجه أرسنال المضطرب في أليانز أرينا في ميونيخ.
وبعد تعادلهما ذهابا 2-2 في ملعب الإمارات، تبدو حظوظ الفريقين متساوية من أجل مواصلة مشوارهما القاري.
أما أرسنال فتتكرر مآسيه مع اقتراب نهاية كل موسم، بعد أن خسر صدارة الدوري المحلي بشكل دراماتيكي لمصلحة سيتي، رغم أنّ معركة اللقب لا تزال مفتوحة، إلا أنّ الخشية أن يتكرر سيناريو الموسم الماضي عندما فرّط به قبل مراحل قليلة لمصلحة سيتي أيضاً بعد أن تصدر لفترات طويلة.