الثورة – تقرير نيفين أحمد:
أدت القيود التجارية والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على عدد من الدول إلى التسبب بأضرار باقتصاد الغرب وتقلّص هيمنة الدولار على التجارة العالمية. ونتيجةً لذلك خسر الدولار الأميركي دوره كعملة رئيسية لتسوية العمليات التجارية الدولية، كما أدى ذلك أيضاً إلى ظهور “كتلة تجارية عالمية جديدة وإنشاء بدائل لنظام “سويفت” الذي يستخدمه الغرب في عمليات الدفع عبر الحدود.
وقد أعلنت غيتا غوبيناث النائبة الأولى لمدير عام لصندوق النقد الدولي أن دولاً عدة حول العالم تعمل حالياً على تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي بسبب الهزات الناجمة عن جائحة كوفيد19 والصراع في أوكرانيا، وكذلك انطلاقاً من مصالح الأمن القومي.
وقالت غوبيناث في كلمة لها في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية نقلتها وكالة تاس الروسية: “بعض الدول تعيد النظر في اعتمادها الكبير على الدولار الأمريكي في المعاملات والاحتياطيات الدولية.. وبعد عدة سنوات من الاضطرابات بما في ذلك بسبب جائحة كوفيد19 والصراع في أوكرانيا تقوم الدول بمراجعة شراكاتها التجارية على أساس الاعتبارات الاقتصادية والأمن القومي”.
وأضافت غوبيناث: إنه “وفقاً لمعطيات نظام الدفع سويفت، بات الدولار يمثل حوالي 80 بالمئة من تمويل التجارة، كما يشكل نحو 60 بالمئة من احتياطيات النقد الأجنبي في ظل التنويع التدريجي لاحتياطيات النقد الأجنبي من الدولار إلى العملات الاحتياطية غير التقليدية”، مشيرة إلى أنه “في الكتلة الصينية انخفضت حصة الدولار الأمريكي في مدفوعات تمويل التجارة منذ بداية عام 2022 الماضي، فيما تزايدت حصة العملة الوطنية الصينية أكثر من الضعف”.
وذكر المحلل الجيوسياسي أندرو كوريبكو في وقت سابق: أن فرض الغرب للعقوبات الاستثنائية واستيلاءه على الأصول الروسية في الخارج قد زعزعا الثقة في نموذج العولمة المتمركز حول الغرب الذي كان في حالة تراجع لسنوات والذي تمكن مع ذلك من الحفاظ على المعايير العالمية.