“تكنوبول عدرا” يحل 80% من المشكلات.. المخترع حمدي لـ”الثورة”: ضعف البنى التحتية يعوق العوائد المادية للأعمال الإبداعية
الثورة – دمشق – رولا عيسى:
يواجه أصحاب الأعمال الصغيرة من مبدعين ومخترعين مشكلات ومعوقات، ولاسيما بعد حصولهم على براءة الاختراع، ومن المشكلات المعروفة الاستثمار في أعمالهم، وبالتالي تبدأ رحلة البحث عن مستثمر، وغالباً ما يقف حلم المخترع عند هذا التفصيل الهام في رحلة عمله.
الافتقار لقناعة المستثمر..
يقول عضو الجمعية السورية للبحث والنشر العلمي المخترع عصام حمدي في حديث لـ”الثورة”: إن من أهم المشكلات التي يصطدم بها المخترع قناعة المستثمر الوطني بفكرة الاختراع، واعتباره مغامرة تجارية، ولكي يقتنع بالمشروع (موضوع البراءة) يطلب نموذجاً حياً، وهذا لا يقع ضمن إمكانية أكثر المخترعين سواء من الناحية الفنية أم المادية، وكثير منهم يفتقر لورشة خاصة تعمل كمخبر له، وتحمي خصوصيته، وغالباً ما يصنع النموذج من مواد خردة غير قياسية.
الاستثمار في البلدان النامية
وبين أنه في العالم المتقدم تلعب براءات الاختراع دوراً كبيراً في تطوير الصناعة والمجتمعات وتطور الاقتصاد وازدهاره, لكن استثمار براءات الاختراع في الدول النامية يشكل تحدياً كبيراً يواجه العديد من الدول بهذه الطبيعة، على الرغم من أنها تُعتبر أداة هامة لتعزيز التطور التكنولوجي والابتكار، إلا أن هناك عدة عوامل تجعل استثمارها في الدول النامية أمراً معقداً ومحفوفاً بالتحديات.
ويستعرض المخترع حمدي بمناسبة أسبوع الابتكار العالمي المشكلات الرئيسية التي تواجه استثمار براءات الاختراع في الدول النامية قائلاً: إنها تتمحور في ضعف البنية التحتية والتنظيمية، وقد تكون الدول النامية تفتقر إلى بنية تحتية فعَّالة ونظام قانوني قوي لحماية حقوق الملكية الفكرية، وهذا يجعل من الصعب على الشركات والأفراد الاستثمار في براءات الاختراع والاعتماد عليها كأداة لتحقيق العوائد المالية.
ويشير أيضاً إلى قلة الدعم الحكومي، موضحاً أنه قد تفتقر الدول النامية إلى الدعم الحكومي الكافي لتشجيع الابتكار وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم استثمار براءات الاختراع، ناهيك عن التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة في الظروف التي مرت على سورية في الحرب والأزمة.
قلة الثقافة الابتكارية
وتطرق أيضاً إلى قلة الثقافة الابتكارية، فتفتقر بعض الثقافات في الدول النامية إلى التقدير الكافي للابتكار والاختراع، ما يجعل من الصعب على المخترعين تحقيق الدعم والتمويل الضروريين, وخاصة عندما تكون الثقافة الابتكارية ضعيفة عند الشريحة المستثمرة للاختراعات مثل الصناعيين والتجار، لافتاً إلى أنه لاشك أن المشاركة في المعارض تعتبر من الطرق الهامة للتواصل بين المخترعين والشركات الصناعية، فكثير من الاختراعات الجيدة تعرض في المعارض وعلى الصناعيين ضمن إمكانية المخترع المتواضعة.
ويقول المخترع حمدي: يقام معرض الباسل كل سنتين، وتتم دعوة الصناعيين، ولكن غياب المستثمرين عن المعرض يضعف كثيراً من فاعليته وهدفه، والمسؤولية تقع على عدة أطراف في مقدمتها غرف الصناعة والتجارة والمخترع نفسه، مقترحاً إنشاء مراكز بحوث صناعية، ويتم فيها التعاون والجمع بين المخترعين الراغبين والصناعيين المحترفين والأكاديميين.
تكنوبول عدرا
ويذكّر باقتراح تكنوبول عدرا.. وهو اقتراح كان قبل الأزمة السورية بسنتين تقريباً, تم طرحه بعد الاجتماع مع إدارة المدينة الصناعية بعدرا والسماح منهم بمشروع التكنوبول، فإنه يغطي ويحل أكثر من 80%من مشكلات التطوير والاستثمار لدى الصناعيين والمخترعين, خاصة أنها تعطي المخترع الخصوصية التي يحتاجها والدعم الفني والتقني والقانوني والمادي لإصدار نموذجه والذي سيتسلمه مكتب حماية الملكية الفكرية الفرعي, ولكن تم إيقاف المشروع بسبب الأزمة الراهنة.
وأكد أهمية إقامة دورات ابتكار للمراحل.. ثانوي وجامعي صناعي، ويقول: بخبرتي في الاختراع والاطلاع على التجارب العالمية والعربية في تعليم الابتكار فقد ألفت منهاجاً محلياً مطوراً وسجلاً باسمي في حقوق المؤلف (نظم الابتكار والاختراع)، والذي تمت تجربته بأكثر من مناسبة في ثانويات وجامعات بلدنا.
وبحسب المخترع حمدي- ثمة أهمية التعاون مع غرف الصناعة، ويقع على عاتقها العبء الأكبر في تحديث الصناعة الوطنية والبحث عن الكفاءات التطويرية وتشكيل بنك معلومات لها، لتغذية الصناعيين بهذه الكفاءات ضمن شكل مكتب استشاري أو تعاقد بين مبتكر وصناعي، وتشجيع الصناعيين على استثمار الاختراعات وذلك ببعض الحسومات الضريبية المشجعة وخاصة للابتكارات ذات المنتج التصديري.
القروض والتمويل
وحول القروض والتمويل ينوه بأنه من الممكن أن يتم منح قروض صغيرة ميسرة، وهذا ما ذكره في بحثه من خلال تقسيم المخترعين لثلاث شرائح.. شريحة المخترعين المهنيين، وهم شريحة يملكون منشآتهم ويستثمرون اختراعاتهم بأنفسهم, والشريحة الثانية هي المخترعين الموظفين عند جهات عامة أو خاصة وهؤلاء لهم مواردهم الخاصة من عملهم، إضافة لصناديق ضمان اجتماعي وصحي تغطي تقاعدهم وإصابات العمل وخاصة الناتجة عن التجارب والتي يعتبر بعضها عالي الخطورة.
والشريحة الثالثة هي شريحة المخترعين المحترفين، وتختلف هذه الشريحة عن كلا الشريحتين السابقتين بافتقادها لكل أشكال التأمينات الاجتماعية وخاصة إصابات العمل وافتقاده هو وعائلته لأي شكل من إشكال التعويض والتقاعد الكريم نظراً لعدم وجود صندوق تكافل اجتماعي أو تأمينات خاص بالمخترعين.
ويعتبر أن المشاركات الخارجية والمعارض هامة ويحتاج إليها المخترعون لإيجاد سبل اتصال ودعم لغوي وقانوني لتحقيق الفائدة للمخترع.
دور الجمعية
وحول دور الجمعية السورية للبحث والنشر العلمي قال: إنها تلعب دوراً هاماً في مساعدة الباحثين والمبتكرين ضمن إمكانياتها المتواضعة المتاحة، فحلت بشكل لا بأس به مشكلة النموذج الأولي عن طريق التجهيزات الحديثة التي وضعتها في مقراتها لخدمة الابتكار والبحث, ومن هذه التجهيزات: طابعة ثلاثية الأبعاد وبلوتر وسكانر وCNC, إضافة لتوفيرها الخبرة الفنية من أعضاء الجمعية الأكاديميين والمتخصصين في مجالات العلوم المتنوعة، عدا عما تقدمة الجمعية للبحث العلمي من محاضرات تعريفية وتعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار وتقديم النصح في أوراق البحث العلمي والمساعدة على النشر والترجمة العلمية.