الثورة- فؤاد الوادي:
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة مجازرها في قطاع غزة، حيث استشهد وأصيب اليوم الثلاثاء عشرات الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، في وقت حذرت فيه منظمات أممية من خطر المجاعة وانهيار القطاع الزراعي بالكامل.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت صباح اليوم منطقة العامودي شمال مدينة غزة وشنت غارات على مخيم الشاطئ غرب المدينة.
يأتي ذلك في وقت دعت فيه منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، إلى فتح المعابر والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرين من خطر المجاعة الوشيك، والانهيار الكامل للقطاع الزراعي، وارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات، نتيجة الحصار المستمر وحرمان السكان من الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وبحسب “وفا”، فقد أظهر التقرير الأممي الجديد “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، أن جميع سكان قطاع غزة، وعددهم نحو 2.1 مليون نسمة، يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، حيث صنف 93% من السكان (1.95 مليون نسمة) بين المرحلتين الثالثة والخامسة، بواقع 244 ألف شخص (12بالمئة) في المرحلة الخامسة (مجاعة كارثية)، و925 ألفًا (44بالمئة) في المرحلة الرابعة (طوارئ)، والباقي في المرحلة الثالثة (أزمة غذائية).
وكشف التقرير أن نحو 470 ألف فلسطيني يعانون حاليًا من مجاعة فعلية، في حين يحتاج 71 ألف طفل فلسطيني وأكثر من 17 ألف أمّ إلى علاج فوري من سوء التغذية الحاد، ومنذ بداية عام 2025، قدرت حاجة 60 ألف طفل للعلاج المباشر.
وتوقعت الأمم المتحدة استمرار تدهور الوضع خلال الفترة من 11 مايو إلى نهاية سبتمبر 2025، مع بقاء جميع السكان في حالة أزمة غذائية أو أسوأ.
الفاو تحذر
وفي القطاع الزراعي، أشارت “الفاو” إلى أن 42% من أراضي غزة (أكثر من 15 ألف هكتار) كانت مزروعة قبل أكتوبر 2023، إلا أن 75% من الحقول وبساتين الزيتون تضررت أو دمرت خلال العمليات العسكرية، وأن ثلثي آبار الزراعة (1,531 بئرًا) لم تعد صالحة للاستخدام مطلع 2025.
وعلى الرغم من توزيع “الفاو” لأكثر من 2,100 طن من الأعلاف والمستلزمات البيطرية على أكثر من 4,800 راع، إلا أن الإمدادات لا تلبي الاحتياجات، وأكدت أن نحو 20 – 30بالمئة إضافية من الماشية مهددة بالنفوق إذا استمر منع دخول مستلزمات الرعاية.
ووفقاً للوكالة الفلسطينية ، حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، من أن “عائلات بأكملها تتضور جوعًا، بينما تقف المساعدات على الحدود دون إذن للدخول”، مؤكدة أن “المجاعة لا تأتي فجأة، بل تنشأ عندما يُمنع الناس من الحصول على الغذاء والرعاية”.
وأكدت مديرة اليونيسف كاثرين راسل، أن الجوع وسوء التغذية أصبحا واقعًا يوميًا لأطفال غزة، داعية إلى تحرك فوري لتفادي كارثة إنسانية.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 116,000 طن من المساعدات الغذائية جاهزة على المعابر، وتكفي لإطعام نحو مليون شخص لمدة أربعة أشهر، لكنها لم تُدخل بسبب الحصار، كما استنفدت مخزونات الغذاء بالكامل، وأغلقت جميع المخابز الـ25 المدعومة بسبب نفاد دقيق القمح ووقود الطهي منذ نهاية أبريل.
ودعت الوكالات الأممية إلى احترام القانون الإنساني الدولي، والسماح بدخول الإمدادات فورًا، محذرة من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى معدلات وفيات تفوق مستوى المجاعة خلال الأشهر المقبلة ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 52862 فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 119648 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث ما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع، في ظل تعذر وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم.