الثورة – لمى حمدان:
تحاول الولايات المتحدة إنقاذ حليفتها “إسرائيل” من الهزيمة المؤكدة في قطاع غزة، عبر مواصلة دعمها مادياً وعسكرياً، رغم إقرارها بعدم قدرة الاحتلال على الخروج من هناك إلا مدحوراً وفقاً لتصريحات مسؤولين فيها.
نائب وزير الخارجية الأميركي كورت كامبل، أقر بأن نصر “إسرائيل” في غزة غير قابل للتحقيق من جهة نظر واشنطن.
وفي حديثه لشبكة “سي إن إن”، قال كامبل: “في بعض الأحيان عندما نستمع عن كثب إلى القادة الإسرائيليين الذين يتحدثون في الغالب عن فكرة تحقيق نوع من النصر الساحق في ساحة المعركة والنصر الكامل، أرى وبوضوح أن هذه الأفكار غير قابلة للتحقيق، ولا أعتقد أن واشنطن ترى إمكانية تحقيقها أيضاً”.
إقرار واشنطن بهذه الحقيقة أكدتها أيضاً تصريحات السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي طالب بمنح “إسرائيل” قنابل نووية لضرب قطاع غزة، قائلاً: “أعطوا إسرائيل القنابل التي تحتاجها لإنهاء الحرب. لا يمكنهم تحمل الخسارة”.
وفي اعتراف منه بخسارة الاحتلال للحرب في قطاع غزة، قال غراهام في مقابلة مع شبكة nbc news الأميركية: “عندما واجهنا الدمار كأمة بعد بيرل هاربور، ومحاربة الألمان واليابانيين، قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما وناغازاكي بالأسلحة النووية.. كان هذا هو القرار الصحيح”.
تصريحات غراهام تدل وبشكل قاطع على العنصرية التي تتمتع بها دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، كما تؤكد اعتراف واشنطن بهزيمة الاحتلال في قطاع غزة وعجزه عن تحقيق أي من أهدافه المعلنة، سواء بالقضاء على قيادات المقاومة، أو بتحرير محتجزيه ولاسيما مع وجود انقسامات حادة عسكرية وأمنية داخل الكيان.
وللتأكيد على عمق التماهي بين مسؤولي واشنطن والاحتلال لجهة الممارسات العدوانية بحق الفلسطينيين، كان وزير ما يسمى “التراث” في حكومة الاحتلال المتطرف عميحاي إلياهو دعا في تشرين الثاني الماضي إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة قائلاً رداً على سؤال عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة بأكملها ..إن “هذا أحد الخيارات” معتبراً أنه “لا يوجد شيء اسمه عدم التدخل في غزة”.
كما سبقه في هذه الدعوة عضو الكنيست السابق موشيه فيجلين وعضو الكنيست تالي جوتليف.
حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية “حماس” أدانت تصريحات غراهام مؤكدة أنها تدل على عقلية الإبادة والاستعمار التي تسكنه وتسكن أيضاً قطاعات من النخبة السياسية في الولايات المتحدة، والمتماهية مع جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تنفّذها قوات الاحتلال المتجردة من الأخلاق ضد مدنيين عُزَّل.
ودعت المقاومة “أحرار العالم” إلى إدانة هذه المواقف واستنكارها، ومواصلة الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والتجويع ضد الشعب الفلسطيني.
التالي