الثورة – دمشق – مازن جلال خيربك:
جمود حقيقي تشهده حركة بيع وشراء الذهب في السوق الدمشقية تحديداً، فما من بيع ولو غرام واحد تبعاً لخلو الواجهات من المعروضات الذهبية على خلاف حالها في العرض المغري الذي كان يجعل الواجهات تضج بألوان ذهبية فاقعة تجذب الزبون وتتيح خيارات لاتنتهي.
– عوامل متعددة..
المسألة- بحسب الصاغة أنفسهم- أنهم لم يقفوا بعد على أرضية ثابتة متينة بالنسبة لاتفاقهم مع المالية وما شابها من عدم رضا من قبلهم عن آلية الربط الإلكتروني وعقابيلها (والتي نشرتها “الثورة” بالتفصيل من قبل) ناهيك عن مسألة أخرى غاية في الأهمية وهي ارتفاع سعر الذهب تباعاً كل بضعة أيام.
– فارغة تماماً..
“الثورة” وبعد أن نُمي إليها أن الواجهات خالية من المعروضات الذهبية جالت في بعض أسواق الذهب في دمشق، وتبين أن هذا الأمر حقيقي في سوق الذهب بشارع العابد، وكذلك سوق الذهب في مساكن برزة، ناهيك عن سوق الذهب المركزي في الحريقة والذي يعتبر الأكبر في سورية، إلى جانب سوق الذهب الجانبي على خاصرة الجامع الأموي، وكلها خالية من المعروضات الذهبية وما من بيع ولاشراء.
– ما الذي يجري؟..
أما على مستوى سعر الذهب عالمياً في البورصات والأسواق الادخارية والاستثمارية، فقد بلغ سعر الأونصة الذهبية 2375 دولاراً وهو سعر غير مستقر إلا على الارتفاع، تبعاً لارتفاع وانخفاض جزئي ضمن هامش معين لا ينزل السعر أدناه، وهي خاصية فريدة في الذهب الذي بلغت نسبة ارتفاعه خلال السنة الحالية 2024 نحو 16%، فعلى عكس أي أصل مالي آخر تقريباً، لا يعتبر الذهب عادةً أصلاً آمناً ولا خطراً (وفقاً لأدبيات الاقتصاد وليس وفقاً لنواميس السوق)، على الرغم من أن وسائل الإعلام المالية التخصصية الشعبية منها وليس النخبوية غالباً ما أطلقت عليه اسم الملاذ الآمن على مر السنين اعتماداً على أداء الذهب في السنوات القليلة الأخيرة حيث تعصف بالعالم كله عوامل التغير والتوتر.
– الرغبة بالمجازفة..
وعلى النقيض من ذلك، يعد الذهب تحوطاً مقابل العملة عندما يرتفع الطلب عليه وذلك وقت نهوض المخاوف بشأن التضخم الذي يضعف القوة الشرائية للعملات الورقية وخاصة العملات الأكثر انتشاراً منها مثل الدولار الأمريكي واليورو، ففي أوقات التفاؤل (المعروفة اصطلاحاً باسم الرغبة في المخاطرة، يمكن لسعر الذهب أن يرتفع إذا اعتقدت الأسواق أن النمو سيؤدي إلى التضخم، أو يمكن أن ينخفض إذا تجاوزت رغبة الأسواق في تحقيق العوائد مخاوف التضخم وانتقل المستثمرون إلى الأصول ذات المخاطر التقليدية التي يعتقدون أنها ستوفر أفضل العائدات.
– النفور من المخاطرة..
أما في أوقات التشاؤم (المعروفة اصطلاحاً باسم النفور من المخاطرة)، يمكن لسعر الذهب أن يرتفع إذا اعتقدت الأسواق أن توقف النمو سيؤدي إلى زيادة العجز و/أو طباعة النقود التي قد تسبب التضخم (نتيجة طباعة الفئات النقدية وطرحها في التداول من دون تغطية من توليفة عملات أو كميات من الذهب)، أو يمكن أن ينخفض سعره أيضاً بسبب مخاوف من الانكماش أو انهيار السوق الذي يغذي الطلب في أوقات الذعر، حيث يسعى المتداولون للحصول على النقود إما لتغطية طلبات الهامش أو الالتزامات الأخرى أو ليكونوا مستعدين للبحث عن صفقات.
– الأسعار المحليّة..
وبالنسبة لأسعار الذهب– رغم ما يعتري العملية من جمود يقترب من العدم- فقد سجل الذهب سعر 985 ألف ليرة سورية للغرام من عيار 21 قيراطاً، في حين بلغ سعر الغرام من عيار 18 قيراطاً 844286 ليرة، أما الليرة الذهبية السورية فقد بلغ سعرها 8,250 ملايين ليرة، لتسجل الأونصة الذهبية المحلية سعر 35,8 مليون ليرة سورية، وضمن ذات الإطار فقد بلغ سعر الليرة الذهبية الإنكليزية من عيار 22 قيراطاً 8,650 ملايين ليرة، أما الليرة الذهبية الإنكليزية من عيار 21 قيراطاً، فقد بلغ سعرها 8,250 ملايين ليرة سورية.