الثورة – لقاء كلوديا حسن:
الأطفال هم زينة هذه الحياة، وكالصفحة البيضاء نرسم من خلالها مستقبل الإنسان الذي نغرس فيه قيمنا وأخلاقنا، وحتى الثقة بالنفس لا يمكن أن يحملها الإنسان إلا إذا كان يعيش في عائلة يغذي من خلالها الأب والأم الثقة والإحساس بالأهمية في الطفل حتى يدرك قيمته في الحياة فيما بعد.
وللأسف هناك فئات من الناس عانت في طفولتها الاضطهاد والألم والوجع بسبب مشاكل بين الأم والأب أو حالات تحرش جنسي حبست أنفاس الطفل سنوات وسنوات مروراً بسوء في المعاملة وعنف أسري كل ذلك أدى لنشوء شباب لديه اختلال في إدراكه للحياة بمفهومها الواسع وصعوبات في تذوق معنى السعادة الحقيقية، فما نعيشه في طفولتنا ينعكس على حياتنا بمختلف المراحل العمرية التي نعيشها.
الخبيرة النفسية سلمى أيوب تحدثت لنا عن عدة حالات تراجعها مصابة باضطراب ما بعد الصدمة وحالات الوسواس القهري والفكري والصور الاقتحامية عبر هذا الوسواس المترافق بنوبات الهلع من أشخاص كان لهم ذكريات سيئة في طفولتهم أدت لنمو الحزن والكآبة معهم حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم يعيشون من خلالها معارك وصراعات منشأها الوهم والطفل المقهور في داخلهم.
وتضيف الخبيرة أيوب قائلة: للأسف العنوان العريض لتلك الحالات هي الأسر المفككة والفشل الأخلاقي في المجتمعات إما المغلقة والتي يسودها الجهل وأحياناً المجتمعات التي ترتدي قناع المثالية وتخبئ خلفها وجوها سوداء لا يليق بها أن تربي أطفالاً لأنه ستدمر حياتهم للأبد.
ن. ع تحدثت عن تجربتها المريرة لـ “الثورة” قائلة: مع شعوري بالذنب الذي لم أقترفه والشعور الذي يرافقني منذ طفولتي بأن هناك حدثا سيئا سيحدث والشعور بالعار الذي يلاحقني دون أن أدرك أسبابه فإن السبب في ذلك هو مشكلات أهلي المتواصله منذ طفولتي والعنف الأسري الذي ولد لي الشعور بالذنب وعدم السعادة والرهاب الاجتماعي والخوف من الارتباط.
في النهاية الأطفال أمانة في أعناق الأب والأم في كل أسرة يجب أن تكون تربيتهم مليئة بالحب والسعادة والاهتمام كيف ينشأ الإنسان سليم القلب والنفس ويعيش السعادة الحقيقية في الحياة مهما كانت قسوتها.