الثورة – دمشق – وفاء فرج:
على الرغم من صدور توصية باستخدام الأسمدة العضوية في الزراعة، إلا أن التطبيق لا يزال حبراً على ورق، لا يجد جهة عامة ومختصة تبنته واعتمدته، بحيث يدخل في جدول احتياجات المصرف الزراعي لتمويله، فما هي الأسباب ولماذا الإحجام، علماً أن تجارب البحوث العلمية أكدت أهميته للتربة وللنبات؟!.
تحسن التربة والنبات
عضو مكتب غرفة زراعة دمشق وريفها- رئيس لجنة الأسمدة بالغرفة الدكتور محمود الكوري أكد أن مواصفات الأسمدة العضوية تكمن في أنها تحسن التربة، وتخفف من عدد الريات في الموسم.
وأوضح لـ”الثورة” أن استخراج المياه مكلف وصعب، إضافة إلى أنها تحسن من نوعية الزراعة بشكل عام، ولابد من وجود المادة العضوية، مبيناً أن الفلاح يعتقد أن وضع المخلفات الحيوانية سماد عضوي، وأن هذا الاعتقاد خاطئ لأن المخلفات تحتاج للتخمر ما بين ٦ أشهر إلى عام، إلا إذا تمت إضافة مواد محللة عضوية أو حيوية.
لا تمويل من المصرف الزراعي
وقال: للأسف المصرف الزراعي لا يزال لا يمول الأسمدة العضوية ويمول فقط أسمدة اليوريا والسوبر فوسفات، مشيراً إلى أن استخدام الأسمدة العضوية يوفر الأسمدة المعدنية والقطع الأجنبي.
وأضاف الكوري: لابد من نشر ثقافة الأسمدة العضوية، وكلما أسرعنا بالتوجه نحو استخدام السماد العضوية كلما وفرنا من استخدام الأسمدة الكيميائية التي بدأت دول العالم تنبذها وتتحول لاستخدام المادة العضوية، مبيناً أنه أصبح بإمكاننا أن نقوم بالتوزيع الصحيح لأسمدة اليوريا على المحاصيل التي بدأت تتقلص في الأعوام السابقة الماضية، واقتصرت على القمح ولم توزع للغراس والقطن، إلا إذا قام المزارع بشرائها من الأسواق وأسعارها مرتفعة، منوهاً أنه يمكن استخدام كيس واحد من اليوريا، وآخر من السماد العضوي، وبالتالي يكملان بعضهما، وكأننا وضعنا ثلاثة أكياس يوريا، وبالتالي أصبح لدينا فائض اثنان من أكياس اليوريا يمكن توزيعها على باقي المحاصيل.
إدخال الأسمدة المتكاملة
وبين أن الفلاح تعوّد على استخدام فقط الأسمدة الكيميائية اليوريا وسوبر فوسفات، غير أنه أصبح بإمكاننا إدخال أصناف أخرى على الأسمدة الكيميائية لتحسين الزراعة.
وتساءل الكوري عن الجهة التي ستقوم بهذا الإدخال؟ علماً أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي اقترحت إدخال سياسة الأسمدة المتكاملة إلا أنه لم يتبناه أحد، موضحاً أنه لو كان بإمكان المزارع الحصول على هذه الأسمدة المتكاملة عن طريق الاقتراض من المصرف الزراعي ولو لموسم واحد- علماً أن المصرف قادر على التمويل- وهنا سيشعر المزارع بالفرق ونكون حسّنا من منتجاتنا، وزاد الإنتاج وانخفضت التكلفة وأصبح لدينا منتج جاهز للتصدير بنوعية ممتازة وأدخلنا قطعاً أجنبياً للبلد، ووفرنا من فاتورة استيراد الأسمدة الكيماوية.
وطالب المصرف الزراعي والوزارة وبالتعاون مع اتحادي غرف الزراعة والفلاحين بأخذ المبادرة واتخاذ قرار بتمويل الأسمدة العضوية للفلاحين كما الأسمدة الكيماوية، مبيناً أن الجهات المعنية لا تهتم بالأمر كونه غير ملزم، مقابل الالتزام بسماد اليوريا.
وأشار إلى أنه اقترح أن يتم شراء السماد العضوي والدفع مع نهاية الموسم، علماً أن السماد العضوي خضع لتجارب، وكانت التجارب ناجحة في البحوث الزراعية ويؤكد على تمويل الفلاح ولو لموسم واحد
تذليل الصعوبات..
بدوره مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور محمد جلال غزالة أوضح لـ”الثورة” أنه إيماناً من الوزارة بأهمية السماد العضوي للتربة والنبات، ولمواكبة التطورات الحاصلة في مجال الأسمدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتذليل الصعوبات لخدمة المزارعين، تم إصدار مجموعة قرارات تخص الأسمدة العضوية، فهي تعتبر نوعاً من أنواع الأسمدة الموجودة ضمن القرار ١١٥ /ت لعام ٢٠٢١، وتم وضع شروط وخصائص فيزيائية وكيميائية وإنتاج “الفيرمي كمبوست” وهو منتج محلي من المخلفات النباتية والحيوانية باستخدام ديدان السماد (جنس Eisenes)، وتم اعتماده كنشاط زراعي ولمصلحة المزارعين وتحقيقاً للاكتفاء الذاتي لهم من الأسمدة، من دون تعقيدات وإجراءات، وثبتت جدارته تشجيعاً من وزارة الزراعة باستخدام السماد العضوي بهدف الحفاظ على التربة، منوهاً بتشجيع نوع آخر من الأسمدة العضوية وهو مخرجات الهاضم الحيوي الذي تم اعتماد الخصائص الفيزيائية للسماد العضوي الناتج وكنشاط زراعي للمزارعين وكنشاط تجاري وصناعي.
توصية
وأوضح الدكتور غزالة أن البحوث العلمية الزراعية قامت بوضع توصية للتخفيف من السماد الكيميائي بإضافة السماد العضوي بنسب معينة للسماد المضاف للتربة، بهدف الوصول إلى التوصية السمادية المتكاملة والمحققة فائدة للتربة والنبات، مؤكداً أن الأسمدة العضوية ليست بديلاً عن السماد الكيماوي، وإنما هي مكمل له.
إدارة متكاملة
وأضاف غزالة أن البحوث العلمية الزراعية أصدرت دليل الإدارة المتكاملة للأسمدة، وتم من خلاله الإشارة إلى التوصية السمادية، لكل نوع من أنواع المحاصيل والأشجار، كما تم في إطار نشر ثقافة استخدام الأسمدة العضوية توجيه الوحدات الإرشادية لإجراء مدارس حقلية بأنواع الأسمدة العضوية التي تم إصدار قرارات بها من وزارة الزراعة لتكون مكملاً للأسمدة المعدنية، وذلك بهدف تشجيع المزارعين على استخدام الأسمدة العضوية نظراً لأهميتها، إضافة إلى قيام وزارة الزراعة بإصدر دليل إرشادي لاستخدام الأسمدة العضوية وكيفية استخدامها.
لم يرد أي كتاب للتمويل
وتوجهنا بالسؤال للمصرف الزراعي التعاوني عن سبب عدم تمويل الأسمدة العضوية للمزارعين.. وفي رده بين مدير عام المصرف الدكتور أحمد الزهري أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي هي الجهة المسؤولة والمعنية بشكل مباشر عن تحديد المواصفات الفنية للأسمدة بجميع أنواعها، وهي من تقوم بتحليلها للتأكد من مواصفاتها الفنية لدى المختبرات الموجودة لديها، وينحصر دور المصرف الزراعي هنا من خلال قيامه بتأمين الأسمدة التي تطلبها وزارة الزراعة وهو المعني بتأمين السيولة اللازمة لعملية شراء الأسمدة، كما يوجد لدى وزارة الزراعة لجنة لتحديد احتياج القطر من الأسمدة، ومن مهامها تحديد الكميات المطلوبة من الأسمدة ومن الأنواع كافة، ويبلغ المصرف بكتب رسمية موجهة من وزارة الزراعة تحدد الكميات المطلوبة من الأسمدة لكل موسم زراعي وبشكل عام لكامل العام، وفيما يخص الأسمدة العضوية لم يرد إلى المصرف حتى تاريخه أي كتاب من وزارة الزراعة لجهة اعتماد أي نوع من الأسمدة العضوية.