“آنتي وور”: حان وقت الدبلوماسية في العلاقات الدولية وليس التهديدات

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
في الآونة الأخيرة، كان هناك عدد من المؤشرات التي تشير إلى تراجع تأثير التهديدات التي تطلقها الحكومة الأمريكية. ومؤخراً، فشلت المحاولات الرامية إلى تعزيز مصالح حكومة الولايات المتحدة في مجال السياسة الخارجية من خلال إطلاق التهديدات في النيجر، والمحكمة الجنائية الدولية، والصين، في تحقيق النتيجة المرجوة.
في 16 آذار 2024، أنهت حكومة النيجر الانقلابية شراكتها العسكرية مع واشنطن، وقد تم الإعلان عن القرار بعد أيام قليلة من سفر وفد أمريكي  إلى النيجر لإجراء المناقشات، والتي، حسبما ورد ، سارت بشكل سيئ للغاية.
ويقول أليكس ثورستون، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة سينسيناتي والمتخصص في سياسة شمال غرب أفريقيا، إن هناك تقاريرا تفيد بأن مسؤولين أميركيين انتقدوا تحول النيجر نحو روسيا.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية إنه بينما كان الوفد الأميركي يتبادل “وجهات النظر حول كيفية رسم مسار جديد للتعاون إلى الأمام”، “التقى الوفد الأميركي بمسؤولين نيجيريين، وأعرب عن مخاوفه بشأن علاقات النيجر المحتملة مع روسيا”.
وفي مؤتمر صحفي بتاريخ 18 آذار الماضي، أشارت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، سابرينا سينغ، إلى “محادثات مباشرة حول بعض مخاوفنا من علاقاتهم مع روسيا، كما تعلمون”.
وأثارت التهديدات المتعلقة بالعلاقات مع روسيا غضب النيجر، وقال المتحدث العسكري باسم النيجر العقيد أمادو عبد الرحمن: “النيجر تأسف لنية الوفد الأمريكي حرمان الشعب النيجري صاحب السيادة من حقه في اختيار شركائه وأنواع الشراكات”.
كما تستنكر حكومة النيجر بشدة هذا الموقف المتعالي المصحوب بالتهديد بالانتقام من قبل رئيس الوفد الأمريكي تجاه حكومة وشعب النيجر.
وكان عبد الرحمن يشير إلى مولي فاي، كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية للشؤون الإفريقية،  وأوضح أن استمرار العلاقة الأمنية مع واشنطن مشروط بقطع علاقات النيجر مع روسيا وإيران. كما هددت مولي فاي النيجر بفرض عقوبات إذا باعت اليورانيوم لإيران.
وقال رئيس الوزراء النيجيري علي مهامان زين “أولاً، أتيتم إلى هنا لتهديدنا في بلادنا وهذا أمر غير مقبول، وأتيتم  لتخبرونا بمن يمكننا أن نقيم علاقات معه، وهو أمر غير مقبول أيضاً وقد فعلتم كل ذلك بلهجة متعالية وقلة احترام”.
لقد فقدت تهديدات حكومة الولايات المتحدة وتعاليها تأثيرها في أفريقيا، كما فقدوا تأثيرهم في المحكمة الجنائية الدولية أيضاً. وبينما كانت المحكمة الجنائية الدولية تنظر في طلب إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحركت واشنطن دفاعاً عنه وهددت بالانتقام من المحكمة الجنائية الدولية إذا طلبت إصدار أوامر الاعتقال.
ودعا رئيس مجلس النواب مايك جونسون إدارة بايدن إلى “المطالبة بشكل فوري وبشكل لا لبس فيه بتنحي المحكمة الجنائية الدولية”.
واجتمعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين مع مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية “للتعبير عن قلقهم بشأن مذكرات الاعتقال المحتملة”.
وحذرت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، قائلين: “استهدفوا “إسرائيل” وسنستهدفكم. إذا مضيتم قدماً في الإجراءات المشار إليها في التقرير، فسنتحرك لإنهاء كل الدعم الأمريكي للمحكمة الجنائية الدولية، ومعاقبة موظفيكم وشركائكم، ومنعكم وعائلاتكم من دخول الولايات المتحدة”.
وهدد أعضاء الكونغرس المحكمة الجنائية الدولية بأن أوامر الاعتقال “سوف تُقابل بالانتقام”، مما أجبر المحكمة الجنائية الدولية على الإصرار على “أن تتوقف فوراً جميع المحاولات الرامية إلى إعاقة مسؤوليها أو تخويفهم أو التأثير عليهم بشكل غير لائق”.
وكما هي الحال في النيجر، يبدو أن الضغوط والتهديدات الأميركية فقدت بعض قوتها بالنسبة للصين أيضاً، فقد  سافر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين في 26 نيسان الماضي، حاملاً معه تهديداً بالعقوبات الاقتصادية بأن الحكومة الأمريكية تريد أن توقف الصين دعمها للصناعات الدفاعية الروسية.
والزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين بعد ثلاثة أسابيع فقط ستكون بمثابة اختبار لفعالية التحذيرات الأمريكية، ويبدو أن تأثيرهم كان ضئيلاً.
وكان البيان المشترك الذي قدمه الرئيسان بوتين وشي ينتقد الحكومة الأمريكية ومحاولتها التدخل في العلاقة بين البلدين. وجاء في البيان المشترك أن البلدين “على استعداد لتعميق التنسيق الاستراتيجي الشامل” و”يدعم كل منهما الآخر بقوة في القضايا التي تنطوي على المصالح الأساسية لكل منهما”، بما في ذلك “المصالح الأمنية المشروعة” لروسيا فيما يتعلق بأوكرانيا.
ويقولان إن “الجانبين يدافعان بحزم عن حقوقهما ومصالحهما المشروعة ويعارضان أي محاولة لعرقلة التطور الطبيعي للعلاقات الثنائية، وإن العلاقات بين البلدين في أفضل مستوى في التاريخ”.

ولعل ما يدل أكثر على فشل الدبلوماسية القسرية هو التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اليوم التالي لزيارة الدولة التي قام بها بأن العلاقات بين روسيا والصين «وثيقة وودية للغاية لدرجة أنها تتجاوز جودة التحالفات الكلاسيكية في الماضي».  وقال لافروف: “هذه القضية تستحق مناقشة خاصة ونحن على استعداد لمناقشة الأفكار التي تهدف إلى بناء تحالف حقيقي مع الصين”.
وكما هي الحال في النيجر والمحكمة الجنائية الدولية، بدا أن التهديدات الأميركية في الصين لم تخلف تأثيراً يُذكَر. ولعل الوقت قد حان لكي تتخلى حكومة الولايات المتحدة عن سياستها الخارجية القائمة على التهديدات وتتبنى، كما وعد بايدن ، “حقبة جديدة من الدبلوماسية التي لا هوادة فيها”.
المصدر- آنتي وور

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية