نضال بركات
“اقضوا عليهم.. أمريكا تحب إسرائيل دائماً”.. هذه هي العبارة التي كتبتها نيكي هايلي المرشحة الجمهورية السابقة للانتخابات الرئاسية الأميركية والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة على صاروخ أثناء زيارة لها على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، لتعبر عن مدى الدعم الأمريكي للإبادة الإسرائيلية الحالية للفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن.
صورة السفيرة الأمريكية ذات الأصول الهندية وهي تكتب عبارتها على أحد الصواريخ أثارت إعجاب المسؤولين الإسرائيليين الذين رحبوا بها لأنها تشاركهم الإجرام والإبادة بحق الفلسطينيين خلافاً للقوانين والأعراف الدولية التي تنتهك من قبل “إسرائيل” والولايات المتحدة , فوزير التراث المتطرف عميحاي إلياهو نشر على “إكس”، صورة هيلي وهي توقع على القذيفة، وقال: “هناك أناس في العالم لم تعمهم أكاذيب التقدم ومعابد الحكمة المزيفة. نيكي هيلي هي واحدة من أهمهم” كما نشر حانوخ ميلفيديسكي، عضو الكنيست عن حزب “الليكود” ، الصورة مع تعليق: “أحب نيكي هيلي كثيراً.. صديقة حقيقية لإسرائيل”, أما المذيع بالقناة “13” الإسرائيلية الموغ بوكر، نشر عبر “إكس”، الصورة بتعليق: “يا لها من ملكة!, وفي الوقت ذاته تعرضت السفيرة هايلي لانتقادات حادة وعلق كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومان رايتس ووتش على ما فعلته هايلي، وقال إنها أظهرت حقيقتها، فيما كتب الممثل الأمريكى جون كيوزاك قائلاً: أي شخص يوقع قنبلة “مختل”, وبالتالي فإن السؤال الذي يوجه إلى السفيرة هيل هل حبكم لـ “إسرائيل” يجعلكم تخالفون القوانين الدولية والأعراف الدولية وحقوق الإنسان وتساعدون إسرائيل في إبادة الفلسطينيين؟
نعم إنها الحقيقة التي لا لبث فيها بأن الولايات المتحدة شريكة “إسرائيل” في الإبادة, وسياسة البيت الأبيض منذ السابع من أكتوبر وإلى الآن تؤكد هذه الحقيقة من خلال الدعم اللامحدود للكيان سواء سياسياً أو عسكرياً أو إعلامياً ليشير ذلك إلى أن “إسرائيل” والولايات المتحدة وجهان لعملة واحدة في الإجرام.
لقد باتت الصورة واضحة للغاية للعالم، ولا تحتاج إلى أي تفسير بأن الولايات المتحدة شريكة في الجرائم التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني إضافة إلى الغطاء السياسي الذي يعد الحصانة التي تغطي جرائم “إسرائيل”, وهذا ما أكده المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي بأن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكبرى في العدوان الإسرائيلي على غزة، وتسهم بشكل مباشر في المذابح المرتكبة في حق الفلسطينيين, وبالتالي هل يمكن أن تستمر واشنطن في تغطيتها للجرائم الإسرائيلية؟
صحيح أن ما قامت به السفيرة هايلي ليس بجديد بل إنه يعبر عن حقيقة هي أن جميع السياسيين الأمريكيين يدعمون الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني , لكن هذه السياسة لا يمكن أن تستمر لأنها تواجه معارضة قوية من معظم دول العالم, ومع أن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية قد لا تكون لها آثار فورية، فإن معارضة الكثير من الدول للمواقف الأمريكية وانكشاف الحقيقة الإجرامية للكيان وطوفان التظاهرات الداعمة للفلسطينيين، لا تظهر فقط انحسار سمعة “إسرائيل” الدولية، بل أيضا تضاؤل النفوذ الأميركي كما يقول سفير “إسرائيل” السابق في واشنطن إيتامار رابينوفيتش الذي أكد أن “هناك تغييراً في قواعد السياسة الدولية والكثير من دول العالم في طريقها نحو تجاوز الولايات المتحدة , حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود باراك حذر عام 2011 من “تسونامي دبلوماسي سياسي” من الانتقادات قد يواجه “إسرائيل” إذا لم يتم حل صراعها مع الفلسطينيين وفق ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لمراسلها باتريك كينغسلي الذي أكد أن أمر محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بتعليق حملتها العسكرية في رفح، يضاف إلى قائمة متزايدة من التحركات الدبلوماسية والقانونية التي تقوض ليس مكانة “إسرائيل” الدولية بل الولايات المتحدة أيضاً.