من جماليات مواسم الخير في بلادنا شتاء أو صيفاً الباعة الجوالون الذين طوروا وسائلهم من ( الطنابر) إلى الشاحنات الصغيرة أو الكبيرة ..مع أننا مازلنا نرى بعض الأحصنة تزهو وهي تجر أحمالاً كبيرة من الفواكه أو الخضراوات.
في كل الأحوال ابتكر الباعة المتجولون نداءات طريفة ترتفع بها أصواتهم اليوم عبر مكبرات الصوت المزعجة.
بعض الموثقين جمعوا هذه النداءات كما فعل نزار الأسود وهاني الخير وناديا الغزي في موسوعتها من بساتين الشام .
في حارتنا يعبر بائع يتحول كل موسم إلى الفاكهة الموجودة.. ومن ألطف نداءاته التي يحاول أن تكون ذات إيقاع موسيقي: أناناس لكل الناس.. بندورة ريانة ومليانة، حورانية يا بندورة.. بانياسية يا بندورة، أصابع الببو يا خيار…).
مع فورة الأسعار التي جعلت كل شيء شبه حلم طور بعضهم نداءاته منذ يومين كان مكبر الصوت يعلو بجملة لا(أسعار عظيمة ومدروسة).
وينك يا بو العيال تعال فرح ولادك..كيلو المشمش بـ٢٥ ألف.
الدراق بـ٣٠ بس بـ٣٠ ألف وينك يا بو العيال..؟).
لا أدري كيف اهتدى فعلاً إلى هذا النداء أسعار مدروسة وعظيمة.
نعم مدروسة لربح فاحش وعظيمة بارتفاعها ومفردة العظيم لا تحمل المعنى الإيجابي دائماً، بل كما كلمة الجلل قد تكون بمعنى المصيبة الكبيرة أو الهينة..
برأيكم أليست أسعاراً مدروسة ..رددوا معي
بالمناسبة منذ أيام وقفنا أمام بائع مشمش ننظر بحسرة بينما إلى جانبه بائع بطيخ أحمر كان مزهواً بمن يشترون منه الكيلو كان بـ٧٠٠٠ نعم سبعة آلاف ليرة، وثمة من كان يدفع أكثر من ٥٠ ألفاً ثمن بطيخة، وهو يبتسم ونحن ( نبحث عن ٥٠٠ هنا أو هناك لإكمال ثمن نصف كيلو من المشمش..) حقاً الدنيا مقامات وإلى أن يأتي الصيف هل ترددون معي: ( أناناس لبعض الناس).