بعيداً عن البيانات اليومية لامتحان الشهادتين الأساسية والثانوية العامة بين إيجاب وسلب، والمناكفات التأويلية بين الطلبة وذويهم والمعنيين بوزارة التربية.
بات واضحاً للعيان أن هناك ثمة واقعاً مؤلماً غير صحي بالإطار العام بعد أن جعلنا من “البكالوريا” همّاً حقيقياً ومعركة مؤرقة للأهل أكثر من أبنائهم ربما على مدار العام.
فما أن ينتهي الفصل الثاني من العام الدراسي حتى تبدأ الأمهات بالاتصال لحجز الساعات مع رواد الدروس الخصوصية، لتبدأ المفاصلة على القيمة المادية صعوداً ونزولاً، وهذا لا يهم هنا بقدر ما يهم هو حجز حرية الطالب وعدم الاستمتاع بوقت الراحة الصيفية بجوانبها المختلفة.
ولكي نكون منطقيين، نفهم هذا السلوك من باب الحرص على النجاح والتفوق وضمان مستقبل الأبناء لفروع لها قيمة في سوق العمل الاجتماعي والاقتصادي، وإذا ما نظرنا بالعين الأخرى من الضروري جداً إعطاء الخيار للطالب باختيار الفرع الأدبي أو العلمي أو أي فرع آخر ليكون منسجماً مع قدراته وإمكاناته المعرفية.
ولعل الأهم في هذا السياق هو أخذ رأيه إن كان يرغب بدورات صيفية أو “دروس خصوصية ” للتحضير للشهادة العامة، لا أن يكون لزاماً عليه ذلك إرضاء لرغبة الأهل، خاصة وأن حاجة النفس للراحة والاستجمام شيء ضروري لتكون مستعدة لعام كامل يستطيع من خلاله الطالب تنظيم وقته بما يناسب طبيعة طموحه واجتهاده.
إن التهويل لأجواء الشهادة العامة والاستعداد المبالغ لها كل عام، وإن كان مبرراً ببعض جزئياته نظراً لكثافة المنهاج لخوض يوميات العام الدراسي، لكن هذا لايشفع أن يعيش الأهل والطالب والمدرس في صدام مع الوقت والقيل والقال..
إن تهدئة النفوس وتقويم سلوك الأبناء في الاعتماد على الذات وتحفيز الدافع الذاتي يبدأ من المنزل، مع التأكيد على المتابعة والانتباه لمجريات شرح الدروس داخل القاعة الصفية.
وإن أراد الطالب أن يرمم بعض فجوات الفهم في أي مقرر علمي لا ضير أن يلجأ إلى الدرس الخصوصي، لا أن يكون هم الطالب منذ بداية العام هو وأهله الدرس الخصوصي بامتياز حسب الموضة الدارجة اليوم، أو لنقل العدوى التي باتت مطواعة في كل البيوت، وإن كانت على حساب الطعام والشراب والكساء.
الثانوية العامة محطة انتقالية جامعة لمعلومات الصفوف التي قبلها ومن المفترض أن يمتلك الطالب المبادىء الأساسية لناحية القواعد والقوانين لمواد الرياضيات والفيزياء وغيرها.
