الثورة – ترجمة رشا غانم:
في حوار شانغريلا في سنغافورة مؤخراً، قال وزير الدفاع الصيني دونغ جون إن جيش التحرير الشعبي مستعد جيدا لهزيمة الانفصاليين في جزيرة تايوان ورعاتهم، مضيفاً:”سيكون الأمر سهلاً مثل اصطياد سلحفاة في جرة”.
ومع ذلك، يبدو أن هذا التأكيد الواثق لم يلق آذانا صاغية عندما يتعلق الأمر بجمهوره المقصود، فبعد أقل من خمسة أيام من تكرار دونغ موقف بكين بشأن مسألة تايوان في اجتماع وجهاً لوجه مع نظيره الأمريكي على هامش المنتدى الأمني، أعلن البنتاغون عن صفقتين جديدتين للأسلحة مع الجزيرة بقيمة إجمالية 300 مليون دولار، وستكون الصفقات، التي تشمل قطع الغيار والإصلاح القياسية وغير القياسية، والمكونات والمواد الاستهلاكية وملحقات طائرات F-16، إضافة إلى خدمات الدعم الفني واللوجستي الأخرى، هي صفقة بيع الأسلحة الأمريكية الرابعة عشرة للجزيرة منذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في عام 2021.
والأولى من نوعها منذ تنصيب الزعيم الانفصالي الراديكالي الجديد لإدارة الجزيرة، لاي تشينغ تي من الحزب الديمقراطي التقدمي، في 20 أيار، وتعتبر الصفقات على نطاق واسع بمثابة طمأنة بأن لديه “التزام قوي” للدفاع عن الجزيرة.
وفي مقابلة حديثة مع صحيفة التايم، قال بايدن إنه لا يستبعد إمكانية استخدام القوة العسكرية للدفاع عن تايوان إذا حاولت بكين “من جانب واحد” تغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان، وتشير هذه التصريحات إلى تحد لتعهداته المستمرة لبكين بأن الولايات المتحدة لم تغير سياستها تجاه الصين الواحدة وأنها لا تسعى إلى دعم “استقلال” تايوان.
إن هذا البيان وآخر مبيعات الأسلحة إلى تايوان التي وافق عليها، إلى جانب زيارة 27 مقاولا دفاعيا أمريكيا للجزيرة هذا الأسبوع، تكذب رسالة التهنئة المصاغة بعناية إلى لاي من كبير الدبلوماسيين الأمريكيين أواخر الشهر الماضي، والتي حاول فيها تصوير العلاقات الأمريكية مع الجزيرة على أنها غير رسمية واقتصادية.
يجب أن تدرك إدارة بايدن أن الوضع الأساسي الراهن عبر مضيق تايوان هو أن كلا جانبي المضيق ينتمون إلى صين واحدة مع الحكومة المركزية في بكين كممثل شرعي وحيد لها، وشيء معترف به ليس فقط من قبل الأمم المتحدة- كرر المتحدث باسم الأمم المتحدة مؤخرا هذا الموقف من خلال وصف تايوان بأنها “مقاطعة” للصين- ولكن أيضا من قبل واشنطن لأنها الأساس الذي لا ينتهك للعلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية.
وإذا لم تسع الولايات المتحدة حقا إلى تغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان، فعليها التوقف عن تأييد التصرفات الانفصالية لحزب الشعب الديمقراطي، كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتها لاحتواء الصين، ويجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن محاولة قول شيء وفعل شيء آخر بشأن مسألة تايوان، وأن تحترم التزاماتها القانونية بدعم مبدأ الصين الواحدة بحسن نية.
المصدر – تشاينا ديلي