لا شك أن مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام نظيره الياباني التي ستُلعب غداً في هيروشيما تكتسي أهمية مضاعفة لأنها سترسم ملامح المرحلة المقبلة التي سيعيشها المنتخب،ولكن ما يجب التركيز والعمل عليه هو الابتعاد تماماً عن ردات الفعل العاطفية التي لن تفيد كرتنا على الإطلاق بل ستزيد من مشاكل اللعبة.
منتخبنا سيكون بحاجة الفوز وحده ولا شيء سواه لضمان التأهل إلى النهائيات الآسيوية وإلى الدور الحاسم من التصفيات المونديالية دون الدخول في الحسابات المعقدة، وفي حال تحقق ما هو إعجازي بالتأهل فإن الرضا النسبي سيكون سيد الموقف، ولكن فيما لو فشل المنتخب بتحقيق المراد (وهذا وارد) فإن التخوف سيكون كبيراً من المعالجة بردات الفعل القائمة على المطالبة برحيل أشخاص بعينهم وسط تجاهل تام للعمل الذي تم إنجازه والأشواط الكبيرة التي تم تجاوزها، ولاسيما في ملف اللاعبين مستعيدي الجنسية.
هناك وقائع لا يمكن إنكارها كالنجاح في استقطاب نجوم بارزين لصفوف المنتخب مثل أيهم أوسو وخليل الياس ومحمود داهوود وغيرهم كما أن الرغبة بتمثيل المنتخب لدى نجوم آخرين من لاعبينا المغتربين باتت موجودة (وهو أمر نجح اتحاد اللعبة بتحقيقه).
كذلك فإن أحداً لا يستطيع إنكار وجود معاناة كبيرة وإرهاق مضاعف في السفر الذي يقطعه لاعبو المنتخب للالتحاق بمعسكرات رجال كرتنا عبر رحلات طيران بالدرجة التجارية وهو ما يعني أن المنتخب مٌعرّض بصورة مضاعفة للإرهاق الذي أثّر وسيؤثر على مردوده،عدا عن غياب عامل الانسجام في ظل الغيابات والإصابات التي ضربت صفوف الفريق، علماً أن مشروع تجديد المنتخب هو مشروع مستجد بحد ذاته.
كل ما سبق يعني أن ظروفاً خارجة عن إرادة المنتخب وعن إرادة اتحاد الكرة قد أدت إلى السقوط في الفخ الكوري، وبالتالي فإن المنطق يفرض عدم نسف المنتخب وعدم تجاهل العمل الذي تم إنجازه لأن معالجة كل شيء ممكنة مع الوقت، ولكن بشرط الابتعاد عن ردات الفعل.