في عالم يتسارع بخطا تكنولوجية غير مسبوقة أصبحت الأتمتة ضرورة لا خياراً خاصة في ميادين الاقتصاد والصناعة.. فهي لا تعني فقط إحلال الآلات مكان البشر، بل تشير إلى تطوير العمليات وتحسين الكفاءة، ما يؤدي إلى تقليص التكاليف وزيادة الإنتاجية.
في الصناعات الكبرى مثل السيارات والإلكترونيات أثبتت الأتمتة أنها قادرة على تقليل نسبة الخطأ البشري، وتسريع خطوط الإنتاج، ما يعزز القدرة التنافسية في السوق العالمية، كما تلعب دوراً محورياً في تقليل الهدر وتحقيق معايير جودة أكثر استقراراً.
اقتصادياً، تسهم الأتمتة في توجيه الموارد البشرية نحو مهام أكثر إبداعاً وتحليلاً بدلاً من الأعمال التكرارية وهذا يفتح الباب أمام فرص عمل جديدة تتطلب مهارات متقدمة ما يستدعي استثمارات في التعليم والتدريب وهو تحدٍّ بقدر ما هو فرصة.
إن مستقبل الاقتصاد والصناعة مرتبط بقدرتنا على التكيّف مع الأتمتة وتوظيفها كأداة للنمو لا كسلاح للاستغناء، ومن هنا يجب أن تكون السياسات الحكومية والتشريعات مرنة وسبّاقة في احتواء هذا التحول عبر دعم الابتكار وبناء بنية تحتية رقمية متينة.