“سي جي تي إن “: شعار حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.. وهم كاذب

الثورة – ترجمة ختام أحمد:
كانت الولايات المتحدة، المعروفة باسم “المدينة الواقعة على التل”، تعتبر نفسها دائماً “مدافعاً عن حقوق الإنسان”. وسواء في المؤتمرات الدولية أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، فقد ظلت دائما ترفع راية حقوق الإنسان عالياً وتنتقد أوضاع حقوق الإنسان في البلدان الأخرى. ومع ذلك، عندما نلقي نظرة فاحصة، نجد أن وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة أبعد ما يكون عن أن يكون وردياً كما يزعم.
وكما يشير التقرير الصادر مؤخراً عن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في عام 2023، فقد استمر وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في التدهور، ويتحرك في اتجاه متزايد الاستقطاب.
ويتعرض غالبية الناس للتهميش بشكل متزايد، ويتم إبطال حقوقهم وحرياتهم الأساسية مقارنة بحقوق الأقلية المهيمنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ووفقاً لـ 76% من الأميركيين، فإن بلادهم تسير على المسار الخاطئ.
وتصف الولايات المتحدة نفسها بأنها “بوتقة انصهار”، مؤكدة على التنوع الثقافي والشمولية. لكن في الواقع، لاتزال العنصرية كامنة في كل الزوايا، ولايزال التمييز العنصري خطيراً.
وقال تقرير للأمم المتحدة حول تعزيز العدالة العرقية والمساواة في تطبيق القانون العام الماضي: “إن العنصرية المنهجية ضد المنحدرين من أصل أفريقي تنتشر في قوات الشرطة الأمريكية ونظام العدالة الجنائية”. وبسبب التمييز العنصري الشديد في الخدمات الصحية، فإن معدل الوفيات النفاسية بين النساء المنحدرات من أصل أفريقي يبلغ حوالي ثلاثة أضعاف معدل وفيات النساء البيض. ويقول ما يقرب من 60 بالمائة من الآسيويين أيضاً إنهم يواجهون التمييز العنصري.
تتغلغل العنصرية الهيكلية في جميع جوانب المجتمع، مثل التعليم والتوظيف والإسكان، وتضع الأقليات العرقية في وضع محروم اجتماعياً. كما انتشرت الأيديولوجية العنصرية بشراسة عبر منصات متعددة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والموسيقى، والرياضة في الولايات المتحدة، لتصبح مصدراً رئيساً للعنصرية المتطرفة.
لقد كانت الولايات المتحدة تمجد نفسها دائماً باعتبارها “أرض الفرص” للناس العاديين لتحقيق أحلامهم وتحقيق قيمتهم الذاتية. ولكن في الواقع، في أكثر دول العالم تقدماً، يتزايد الاستقطاب بين الأغنياء والفقراء. وتستمر ثروات المليارديرات في الارتفاع، في حين أصبحت الحياة بالنسبة لأصحاب الأجر العاديين أكثر صعوبة في مواجهة التكاليف الطبية المرتفعة، والقروض الطلابية الباهظة، والإيجارات المرتفعة.
تصف الولايات المتحدة نفسها بأنها “منارة للديمقراطية” وتعتبر نفسها معياراً للدفاع عن حرية الرأي والتعبير.
ومع ذلك، في الواقع، فإن قمع حرية التعبير أمر متكرر على منصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت الرقابة وحظر التعبير أمراً شائعاً، الأمر الذي لا يحد من وصول الجمهور إلى التعبير التعددي فحسب، بل يقوض أيضاً أساس المناقشة الحرة. وتتأثر وسائل الإعلام الرئيسية بالمصالح التجارية والضغوط السياسية، وهو ما يتعارض تماماً مع روح حرية التعبير.
وتتعرض حرية التعبير في الحرم الجامعي أيضاً للتحدي. تقوم العديد من الجامعات، تحت ستار ما يسمى بالمساحات الآمنة واللياقة السياسية، بتقييد حرية التعبير للمعلمين والطلاب.
ووفقاً لدراسة استقصائية أجرتها مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير، فإن عدد أعضاء هيئة التدريس الذين عوقبوا أو فصلوا من العمل بسبب الكلام أو التعبير بلغ أعلى مستوى له منذ 20 عاماً.
وبينما تدعي الولايات المتحدة أنها الوجهة الأكثر جاذبية للمهاجرين حول العالم، فإن الأزمة الإنسانية في المناطق الحدودية مستمرة في التصاعد، وأصبحت محنة المهاجرين مروعة. وفي السنة المالية 2023، تم القبض على أكثر من 2.4 مليون مهاجر أو ترحيلهم على الحدود الجنوبية.
وتؤدي سياسات الحدود إلى تفاقم الاتجار بالبشر، وتعزيز العبودية الحديثة، وتعرض الأطفال المهاجرين للعمل القسري والاستغلال الوحشي.
إن الهيمنة والأحادية وسياسات القوة تخلق أزمات إنسانية. وفي الشؤون الدولية تقدم الولايات المتحدة نفسها باعتبارها “المدافع عن الحرية”، وتوجه أصابع الاتهام إلى أوضاع حقوق الإنسان في بلدان أخرى، بل وتلجأ إلى فرض العقوبات، والتدخل العسكري، وغير ذلك من الوسائل. ومع ذلك، فإن التأثير الحقيقي لهذه التدخلات والقصد منها غالباً ما يكون موضع شك. هناك العديد من الأمثلة على الكيفية التي تؤدي بها التدخلات الأمريكية في كثير من الأحيان إلى المزيد من الفوضى والأزمات الإنسانية.
وأدت الحرب العالمية على “الإرهاب” التي تشنها الولايات المتحدة إلى مقتل ما لا يقل عن 4.5 ملايين إلى 4.7 ملايين شخص. إن برامج “القوة بالوكالة” التي ينفذها الجيش الأمريكي في أكثر من اثنتي عشرة دولة تنتهك سيادة الدول الأخرى وحقوق الإنسان فيها. وقد أدى استمرار إمداد مناطق النزاع بالأسلحة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين.

إن فرض العقوبات الأحادية الجانب على المدى الطويل والعشوائي، وهو أكبر عدد من العقوبات في العالم، قد تسبب في عواقب إنسانية خطيرة.
إن التمييز العنصري، والتفاوت في الثروة، وحرية التعبير، والسياسة الخارجية في الولايات المتحدة يتناقض بشكل صارخ مع صورتها “كمدافع عن حقوق الإنسان”. كما أنه يكشف النقاب عن حقيقة حقوق الإنسان الأمريكية المخبأة تحت وهم “المدينة على التل” المجيد. ولن يتسنى للولايات المتحدة أن تتحرك حقاً نحو مستقبل عادل إلا من خلال التخلص من الوهم ومواجهة الواقع بشكل مباشر.
المصدر – سي جي تي إن

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)