ما زال الشارع السوري يراقب وينتظر الأداء الحكومي ويقدم الأفكار، وبما يؤكد تقدم تفكيره على الإجراءات والقرارات الحكومية.
من خلال استعراض مواقع التواصل قرأت عن مطالب بتحديد سعر القمح، وأخرى عن تحديد أسعار ساعة الحصاد وحراثة الأرض، ومناشدات لمكافحة حشرة “الجادوب” التي جعلت اللون الأحمر ملمحاً لغابات الصنوبر بمؤشر واضح لحالات اليباس لمساحات كبيرة بسبب هذه الحشرة.
في التعليقات.. المواطن يقدم جزءاً مهماً من المؤشرات التي يجب أن تتبعها الحكومة لتسعير المحاصيل والخدمات والمنتجات، ومن يطلع على التعليقات والمطالب والمناشدات التي قسم منها وضع سعراً بالدولار وآخر بالليرة السورية، وثالث بالليرة التركية.. يمكن أن يأخذ متوسطاً لتلك الأسعار، بالإضافة لأسعار دول الجوار ويعتمدها سعراً تأشيرياً، ويصدر تسعيرته على أن تكون هناك مراجعة وقت تسليم الإنتاج.
هذه القضايا البسيطة والتي لا تكلف الجهات الحكومية أعباء مالية مهمة جداً لكل الحلقات الإنتاجية والخدمية، فهي ضرورية لإعطاء المزارع حقه وحمايته من جشع بعض التجار، ومهمة لأصحاب الآليات الزراعية لإعطاء مجال للمنافسة وفتح المجال ليعمل الجميع.
غاباتنا لا نخسرها بالحرائق والقطع الجائر والتفحيم فقط.. وإنما نخسرها بالتقصير وندفع ثمناً باهظاً لذلك، وما الجفاف واحتباس المطر الذي نعيشه هذا العام إلا نتيجة لتراجع الغطاء النباتي والحراجي.
اليوم هناك كثير من القضايا المتروكة من دون ضوابط، وليس ما سبق ذكره فقط، ومن أهمها صهاريج المياه التي أصبح بعضها يعمل بتنسيق مع بعض ضعاف النفوس في وحدات تغذية المياه للمواطنين.
المسافة كبيرة بين المواطن والحكومة، ويُصعب تقريبها في ظل التجاهل والتأخير في المعالجة والتدخل في الوقت المناسب.
الانتظار هو الحالة السائدة لعلاقة المواطن بالحكومة على أمل أن تتغير المعطيات وتتقدم الحكومة بعملها فتفاجئ المواطن.. ولكن ليس برفع الأسعار والتعرفات لأنها بذلك لا تأتي بجديد، فهذا الجانب لم تغفله أي حكومة على الإطلاق ودائماً تفاجئ به.
