“صندوق الأمانة السوري” جاء ليكسر نمطاً اعتاد فيه السوريون انتظار الحلول من الخارج، معلناً أن أبناء الوطن قادرون على المبادرة والتخطيط والتمويل لمشروع جامع يخدم البلاد.. انطلاقته الرسمية لم تكن مجرد حدث بروتوكولي، بل لحظة رمزية تؤكد أن سوريا بدأت تستعيد زمام المبادرة بيد أبنائها.
تكمن أهمية الصندوق في فلسفته، فهو لا يعتمد على المانحين الدوليين، بل على مساهمات السوريين أنفسهم من مواطنين ورجال أعمال، ما يمنحه استقلالية وشرعية شعبية نادرة، الإعمار هنا لا يُفرض، بل يُبنى من الداخل، بسواعد من عاشوا التحديات ويعرفون احتياجات بلدهم.
سوريا التي أنهكتها الحرب تحتاج إلى مؤسسات تنموية تفهم الناس وتعمل لأجلهم، والصندوق يضع الإنسان في قلب العملية، من التعليم إلى الصحة وفرص العمل والبنية التحتية، كونه من أبناء البلد، يمنحه ميزة الثقة، فالسوريون يريدون مشاريع تُدار بعقل وطني، بعيداً عن الشعارات والمساعدات العابرة.
التزم الصندوق بالشفافية والعدالة، يمكن أن يشكّل نقطة تحول حقيقية، ليس فقط في إعادة البناء، بل في استعادة الإيمان أن سوريا قادرة على النهوض بنفسها، وأن الحل يبدأ من الداخل.

السابق