الثورة – رويدة سليمان:
نتوق إلى السعادة ونحلم بها، نبحث عنها في بطون كتب علم الأبراج والفلك وعلم النفس (كيف تكون سعيداً، أو الطريق إلى السعادة، الأزواج السعداء) لتزداد فرص سعادتنا في ظل قلق اجتماعي وأسري فرضته تداعيات حرب ووباء وكوارث طبيعية.
يقولون في السعادة
شرائح عديدة ومتنوعة التقتها “الثورة” للوقوف على مفهوم السعادة وكيف تتحقق قالوا.. نراها في تحية الصباح والمساء (يسعد صباحكم …مساكم ..أوقاتكم ) وفي سفر سعيد وإقامة سعيدة، تتحقق بضحكات الطفولة والنجاح، بالرضا والطمأنينة، بالعمل الدؤوب وهو سلم يرقى بنا إلى قمة السعادة، ويختصرها البعض في فيروزيات الصباح وفنجان القهوة ويربطها البعض الآخر بنجاح الأبناء وسرورهم ونعثر عليها بالرفاه والبنين.. باليسر والاستغناء.
مفاهيم مختلفة ومتنوعة للسعادة تختلف من شخص لآخر ، وربما يكون أحدنا هو مصدر لسعادة الآخر عندما يترك في النفس أثراً طيباً وأملاً مزهراً بكلمة طيبة وصدق الفعل.
أبو سليم (بائع بسطة) المثقل بالمسؤولية الأبوية والتي تفرض عليه العمل ليل نهار لتأمين احتياجات أولاده لا يجد نفسه سعيداً في ظل روتين عمل ممل متعب ولا يفي بالتزاماته الأسرية، ويجد أن الطريق إلى السعادة صعب، ولكنه يشعر بالرضا عن النفس ربما نستطيع تسمية هذا الشعور سعادة، لأنها من المؤكد تكمن في العطاء المادي أو المعنوي.
وبرأي شادي- ابن العشر سنوات- أنه سعيد عندما يحظى باهتمام وحب وحضن جده.
السعادة..قرار
تؤكد وفاء عبيد- اختصاصية في العلاقات الأسرية- أن السعادة تفوق كل محسوس وهي الرضا عن النفس، وتحقيق حاجات المرء الأساسية من مأكل وملبس ومسكن، وحب لأنها من ضروريات الحياة التي تبعث في النفس سلام داخلي وطمأنينة وهدوء.
وتلفت عبيد إلى أهمية فهم السعادة كوسيلة وليست هدفاً، فعندما يدرس الطالب، على سبيل المثال لا الحصر، قد يربط السعادة بالنجاح، وهنا يجب عليه أن يدرس بمتعة وسعادة لتكون السعادة أكبر عند النجاح، ويخطئ من يعتقد أن السعادة حظ أو صدفة، هي قرار يرجع إلى الشخص ذاته، ينبع من داخلنا بإيجابية تفكيرنا بعيداً عن أفكار وهمية تقود إلى اليأس والإحباط والفشل وتتحقق بالتصميم والإصرار ، فالأشخاص السعداء هم من يقررون أن يكونوا سعداء بغض النظر عن الظروف المحيطة بهم، إن كانوا أغنياء أم لا، وإن كانوا يعملون في مجال مهني لافت ومهم أو عادي.
وبمعنى آخر إذا استيقظت صباحاً وتطلعت بنشاط وحماس إلى يومك فأنت قررت أن تختار السعادة وتبقى بعيداً عن الكآبة، وكذلك إذا شعرت بالنشاط بعد يوم عمل طويل فأنت تعتبر من بين الأشخاص الذين اتخذوا قرار الحصول على السعادة، ويكون ذلك عندما تنجز واجباتك بحب وسعادة، وإن اختلفت مفاهيم السعادة من شخص لآخر، فالكل متفق على أن العطاء بأشكالها كلها وسيلة للسعادة .