الملحق الثقافي:
بعد روايتها(سكر على المائدة) تقدم لنا الكاتبة نادين معين أحمد مجموعة قصصية بعنوان(عربة للسير) وقبل ان تقلّب صفحاتها تلفت انتباهك ـ بمجموعة من الأسئلة ـ ثلاثة أشياء:العنوان ـ صورة الغلاف ـ الإهداء.
ويعطوك إشارة لما تحويه هذه القصص …تعرض الكاتبة أفكارها ورؤيتها بمئة وخمسة عشر عنواناً تحمل الكثير من المعاني بأسلوب قصصي شيّق وبكلمات شفافة واضحة…وتنقلك من مكان لآخر لتضع أمامك صوراً ومعاني الحياة بكل تفاصيلها وسلبياتها وأوجاعها وتناقضاتها مع الأهداف التي تريد أن تعبر عنها في كل قصة…فتستقل في كل قصة عربتها اللغوية الخاصة لتنقلك إلى عالمها الخاص بأدوات إبداعية .. واختارت لمجموعتها عنواناً بلورت به الفكرة السامية التي نسجها خيالها الخصب للهروب من أثقال الدنيا وتقاليد المجتمع المنهكة(أنتمي إلى الفكر الجمعي لم أعد أمتلك خاصيتي)..(إن في داخلي حزناً أريد أن أفرغه)….ثم تتالى القصص ففي (إسقاط لغوي) تسخّر الكاتبة اللغة العربية بكل نحوياتها في وصف حالتها (هل أنا توكيد لفاعل فعله محذوف أم أنا حقا هذا الفاعل)..وفي (تطرف) تتحدث بلسان اللغة العربية عن الظلم الكبير التي تتعرض عليه هذه اللغه من قبل أبنائها…وفي (مقدمة حلم) تتحدث عن حاجة المرأة للرجل(أحتاج لرجل يحميني من نفسي إذا أذيتها) لكنها في خاتمة حلم تعاكس ذلك بقولها(سعيدة بوحدتي..أجذم بأنني خذلت قلبي مرة ولن أخذله مرتين). وقصص أخرى عديدة عن الوطن والشداء والجرحى………الخ. وتقول على لسان شهيد (لا ألوم الشر ألوم الخير على كسله..لاألوم الظلام ألوم الضوء لبخله في نشر نوره)…
مجموعة قصصية جميلة وشيّقة
العدد 1197 – 16 -7-2024