الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
هل الحياة طعام ولباس وشراب وتكديس الثروات والتباهي بها ؟
كما نرى اليوم وعلى مستوى العالم ولاسيما بعد أن استطاعت مصطلحات الليبرالية أن تحل محل القيم الإنسانية الحقيقية.
بعد أن صارت الغاية تبرر الوسيلة، ولم يعد الضمير الإنساني موجوداً إنها أمراض ما سمي التقدم الحضاري الذي ندفع ثمنه جميعاً..
ومن أجمل ما قرأت عن هذا ما قاله
(فيلسوف الحضارة مالك بن نبي
وكأنه يتحدث عن واقعنا اليوم
«إفساد النهضات يكون بإنتاج إنسان النصف».
«إنسان النصف هو الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه ولكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته أو من ثقافة المتاح المتوفرة بين يديه! يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط وهمه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للامتحان دون أن يكون هدفه التعلم ! يذهب للعمل ويقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت ويعود لحياته ويحصل على معاشه ! لا يدرس كطالب ولا يعمل كموظف ولا يبدع في معمل ولا يبتكر في متجر ولا ينجز في مشروع ! هو باستمرار إنسان النصف .. يطالب بحقوقه ولا يقوم بواجباته.»).
– إنها العدمية التي تعني أنك منهمك بكل ما لذ وطاب لك ولو كنت ترى آلاف الضحايا أمامك ..إنها مسؤولية المفكرين والمبدعين الذين مشوا في ركب أكذوبة الفن للفن وتخلوا عن الهدف الأسمى الذي يجب أن يكون إلا وهو الإنسان أعظم ما على هذا الكوكب ..فما فائدة أي شيء حين نفقد الروح الإنسانية.
العدد 1197 – 16 -7-2024