د. جورج جبور:
بدأت علاقتنا أواخر السبعينيات من القرن الماضي بفضل طالبة سورية تتابع دراستها للماجستير معه. الأساس في العلاقة تجاوبه مع كتابي عن العروبة في دساتير الأقطار العربية. وكانت لنا بعد، لقاءات في بيروت ودمشق ذروتها اختياره لي لأكون شاهد زواجه.
ذات يوم أثناء زيارة لي إلى باريس دعاني للحديث في منتدى أسسه هناك واسماه “المواطن”، تحدثت أمام جمهور معظمه لبناني عن فضلين للبنان على التوجه السوري الراسخ باتجاه المواطنة المتساوية.. الأول لم ينص مشروع دستور 1920 على دين للدولة، كان ذلك بفضل الإسهام اللبناني في المؤتمر السوري.
الثاني بفضل تدخل لبناني كان تعديل موعد العيد الوطني السوري من 18 إلى 17 نيسان، تكلم بعدي ممتدحاً الثقافة الوطنية السورية في توجهها نحو العلمانية.
في 2014 أصدرت في عدد محدود من النسخ كتاباً عن يوم اللغة العربية، جعلت جوهره واضحاً جداً على غلافه، الجوهر: يوم نزلت “اقرأ” هو الموعد الأفضل ليسمى يوم اللغة العربية العالمي.
زارني في الفندق، سلمت نسخة من الكتاب للمشتهر بالعلمانية، بل قرأت ما على الغلاف وأنا أسلمه الكتاب، متوقعاً لحظات نقاش ودي بشأن ابتعاد عن العلمانية توحي به فكرتي.
لم يناقش، أبدى فوراً تأييداً للفكرة، كان في تلك اللحظة، كما دائماً طيلة حياته الفكرية، تلميذاً وفياً لأستاذه الدستوري الكبير أدمون رباط الذي اشتهر بكتاباته الموسعة بالفرنسية عن الإسلام عن النبي العربي الكريم.
يطول حديث يحاول تلخيص 44 عاماً من الصداقة مع ضمير إنساني حي، هي زفرة أولى وقد تكون لها متابعة، رحمك الله وليكن ذكرك مؤبداً يا صديق الضعفاء، وليكن مقامك إلى جوار الأبرار والقديسين.