أسعار المستلزمات المدرسية صادمة.. مدير التجارة الداخلية في دمشق لـ “الثورة”: دوريات مكثفة للتأكد من المواصفة والسعر
الثورة – تحقيق رولا عيسى ولجين الكنج:
بدأ العد التنازلي لبدء العام الدراسي مع بداية شهر أيلول القادم, وعليه تستعد أغلب الأسر لتجهيز أبنائهم من مستلزمات اللباس والكتب وغيرها, لكن التوجه إلى السوق يشكل صدمة بالنسبة لتلك الأسر على الرغم من معرفتهم سلفاً بارتفاع الأسعار.. فهذا العام تضاعفت أسعار الحقائب واللباس المدرسي وكل المستلزمات بما فيها القرطاسية، وتشير إحدى الدراسات السعرية بحسبة بسيطة إلى أن تكلفة تأمين مستلزمات الطفل الواحد أكثر من مليون ليرة.
وخلال جولة أجرتها “الثورة” في أسواق دمشق فقد تبين أن سعر الحقيبة يبدأ من 150 ألف وصولاً لـ 300 ألف ليرة بحسب حجمها ونوعيتها، وهناك حقائب بداخلها مقلمة ومطرة وعلبة هندسة يتجاوز سعرها الـ 250 ألف ليرة، وقد تصل إلى 400 آلاف ليرة.
وفيما يخص اللباس وسطياً سجلت أسعار الألبسة المدرسية نحو 450 ألف ليرة سورية للطالب الواحد، إذ تراوح سعر القميص المدرسي بين 100-200 ألف ليرة حسب المقاس والنوع، في حين وصل سعر البنطال إلى 250 ألف ليرة للذكور والإناث، كما تبدأ أسعار المريول المدرسي من 80 ألف ليرة وتصل إلى 200 ألف ليرة.
وفيما يخص القرطاسية فقد وصل سعر الدفتر 200 ورقة سلك كبير إلى 30 ألف ليرة، والدفتر 100 ورقة من النوع نفسه 17 ألف ليرة، والأقلام 5 آلاف ليرة للقلم الواحد، أما علبة الهندسة فقد وصل سعرها إلى 75 ألف ليرة والمقلمة المدرسية إلى 25 ألف ليرة.
وفيما يخص الأحذية تبين أنه لا يوجد حذاء رياضي أو مدرسي سعره أقل من 150 ألف ل.س، وصولاً لـ 250 ألف ليرة، علماً أنه توجد أحذية على بعض البسطات سعرها أقل، إلا أن جودتها قد لا تكون كغيرها.
وتحدث إبراهيم- أب لثلاثة أطفال- عن استعداده لبدء العام الدراسي، وأنه لن يستطيع شراء كل المستلزمات المدرسية لأبنائه بسبب غلائها بعد أن كانت تكاليفها مقبولة في السنوات السابقة، مشيراً إلى أهمية وجود تدخل إيجابي سريع أو دخل إضافي خاص بالمستلزمات المدرسية في ظل غياب القرض المدرسي.
كما تحدثت السيدة جنى أنها مضطرة لإصلاح حقيبة ابنها القديمة ليحملها في العام الدراسي الجديد لعدم قدرتها على شراء حقيبة جديدة، وأما عن اللباس المدرسي، فستبحث عن لباس مستعمل ليكون أقل تكلفة وتوفر في ثمنه أجرة المستلزمات الأخرى، كالدفاتر والأقلام ومطرة المياه، مضيفة: إن “موعد بدء المدرسة بات يخلق معاناة مادية كبيرة بالنسبة لأسرتي”.
أبو أحمد أحد أصحاب محال بيع الحقائب واللباس المدرسي في سوق الصالحية قال: ارتفعت التكاليف بشكل كبير على المصنع، وكذلك البائع ومنها ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وكذلك أجور النقل والمواد الأولية، ناهيك عن أجور المحلات التجارية، وهي تتضاعف بين ليلة وضحاها، مشيراً إلى أن حركة البيع ضعيفة جداً حتى الآن وقلت على النصف مقارنة مع العام الماضي.
متابعة آنية للأسواق
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق المهندس ماهر بيضه أوضح أن عناصر حماية المستهلك كثفت دورياتها على أسواق بيع اللباس والمستلزمات المدرسية بما فيها القرطاسية، مع بدء التحضيرات للعام الدراسي الجديد.
وأشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عممت كما كل عام بتكثيف الدوريات والمتابعة اليومية والآنية لأسواق المستلزمات المدرسية وكل ما يخص العام الدراسي من حاجات تعمل الأسرة لشرائها في هذا الوقت من العام.
وقال: مع بداية الأسبوع الحالي وجهت المديرية عناصرها للبدء بحملة مكثفة على الأسواق، وتسيير دوريات برئاسة رئيس دائرة حماية المستهلك أو معاون المدير بغية متابعة الفواتير وبيان التكلفة، والتأكد من صحة الفواتير وتواريخها وبيانات التكلفة ومقارنتها بالنوعية والمواصفة والسعر.
عينات سعرية
وأشار إلى أن جزءاً من عمل عناصر حماية المستهلك سحب عينات للدارسة السعرية من كل المستلزمات الخاصة بالتجهيزات المدرسية، وتسحب عينات لدراسة المواصفات والسعر، إضافة إلى متابعة تداول الفواتير، والأسعار بشكل عام خاصة ضمن أسواق بيع هذه المستلزمات وهو ما يتركز عليه العمل في الفترة الحالية.
نتائج التحليل
وحول آلية متابعة بيان التكلفة أوضح بيضه أنه يجري العمل على التأكد من المواد الأولية الداخلة في صناعة اللباس أو الحقيبة والقرطاسية، ومطابقة التسعيرة مع الكلفة الحقيقية لهذا النوع من السلع، وما يدخل في صناعتها ونوعيتها من قماش وإكسسوارات ومواد تدخل في صناعتها، وتتابع من قبل مخبر المديرية المختص وبناءً على نتائج التحليل يتم البت بالمخالفة.
ويتابع في حديثه لصحيفة “الثورة”: في حال وجود مخالفة سواء على صعيد تداول الفواتير أو مخالفة البيان تتم إحالة المخالف إلى القضاء المختص للبت بقضيته، وفقاً للمرسوم 8 لعام 2021، ويقضي بفرض غرامات مادية وسجن على المخالف بحسب حجم مخالفته للقانون.
معرض المستلزمات المدرسية
أما عن إجراءات الوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لجهة التدخل الإيجابي، فقد أعلنت المؤسسة السورية للتجارة أنها تستعد لإطلاق مهرجان خاص بالمستلزمات المدرسية تزامناً من بدء اقتراب العام الدراسي، يتضمن حقائب مدرسية ألبسة وقرطاسية، وكل ما يلزم الطلاب.
وقال مدير عام المؤسسة زياد هزاع في تصريح لـ”الثورة”: إن الهدف من المهرجانات هو تعزيز حالات التدخل الإيجابي في الأسواق وتحقيق منافسة، كما أن المؤسسة ستطرح المستلزمات وبأسعار منافسة ومناسبة للمواطن للتخفيف من عبء ارتفاع الأسعار.
ولفت إلى أنه ستعمل المؤسسة على تأمين مستلزمات المدارس من خلال تأمين البضائع مباشرة من المستوردين والمنتجين، ليتم الإعلان لاحقاً عن بدء موعد الافتتاح.
ونوه بأنه تم وضع هامش ربح بسيط للمؤسسة يمكن المواطنين من تأمين احتياجات أطفالهم بأسعار تقل عن الأسواق قد تصل 30 %، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الماضية لاقت المهرجانات ازدحاماً كبيراً على صالات المؤسسة، لشراء مستلزمات المدارس مع الإشادة بنوعية وجودة البضائع.