رحلة البحث عن “الأرخص” في الأسواق.. لسان حال المواطن في حلب

الثورة – حلب – جهاد اصطيف:

أسواق مُنهكة ووجوه مُتعبة، هكذا لسان حال الأهالي في حلب، فالبهجة بحلول شهر “المونة” لا تخلو من المعاناة والحسرة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي أرخت بثقلها عليهم بكل شرائحهم، ليكون هذا العام مختلفاً عما عاشوه في السنوات الماضية.
مستويات قياسية
لا شك أن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها في الوقت الحالي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق إلى مستويات قياسية، وأمام هذا الواقع يحاول المواطن في حلب التأقلم مع الظروف المعيشية، فتراهم يختصرون من “المونة” ويشترون حاجياتهم الأساسية فقط.

اختفاء طقوس
هذا العام، يبدو أن معظم الأهالي بحلب يتخلون عن أهم طقس كانوا يمارسونه في مثل هذه الأيام وقت تحضير “المونة”، وهي طقس متعارف عليه منذ سنوات، بل عقود طويلة، ويعمد رب أو ربة الأسرة إلى الذهاب يومياً للأسواق، سواء سوق الهال، أو تلك المنتشرة بمركز المدينة أو بالأحياء، خاصة سوق باب الجنان، ليتبضعوا مختلف أنواع مواد “المونة” وتجهيزها لأيام الشتاء، مثل تحضير رب البندورة والملوخية والمكدوس بأنواعه وقبل ذلك الجبنة والمربيات بأنواعها أيضاً، ولكن ونتيجة الأوضاع المعيشية لم تعد هذه التحضيرات حاضرة في حسابات أهل حلب في معظمهم.
خيارات قليلة
أحمد- موظف يقول: الظروف المعيشية الصعبة قللت من الخيارات المتاحة أمامنا، لذلك نلجأ إلى تأمين كميات محدودة من المواد الأساسية تلبي حاجياتنا اليومية فقط.
أم محمد- ربة منزل: ليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل تعدى ذلك معيشتنا اليومية التي اختلفت هي الأخرى كلياً، فمثلاً من الطقوس التي بدأت تختفي أيضاً إلى جانب “المونة”، إعداد طبق يحوي على اللبن مثل: “الشاكرية” أو “الشيشبرك” أو “الكبة اللبنية” أو “شيخ المحشي”، أمام ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء التي تعد مكوناً أساسياً لتلك الأطباق، الأمر الذي جعل من الصعب على شريحة واسعة من الحلبيين إعداد مثل هذه الطبخات، سوى بالأحلام، وبالتالي أصبح التخلي عن هذا الطقس أمراً حتمياً، لأن تجهيز أي “أكلة بيضاء” تكلف أكثر من 300 ألف ليرة، الأسعار في الأسواق تفوق القدرة على استيعابها، ونحن اليوم نبحث عن الأرخص فقط ولا نهتم بالجودة أو النوعية، وحتى الأرخص نشتريه بكميات قليلة، أما اللحوم الحمراء والحلويات فهي أكيد ملغية من حساباتنا بشكل كامل.
من المؤكد أن أسعار هذا العام مختلفة كلياً عن السنوات السابقة، فارتفاع الأسعار بشكل جنوني وتدني القدرة الشرائية زاد من معاناة الأهالي بحلب، وساهم في تدهور أوضاعهم المعيشية، لكنهم بالمقابل يصرون على ممارسة طقوسهم اليومية التي اعتادوا عليها سابقاً، ولو كانت بطريقة تتلاءم مع الظروف التي يعيشونها.

آخر الأخبار
استراتيجية "قسد" في تفكيك المجتمعات المحلية ونسف الهوية الوطنية ملتقى التوظيف جسر نحو بناء مستقبل مهني لطالبي العمل خبير بالقانون الدولي: السلطة التشريعية الرافعة الأساس لنهوض الوطن وتعافيه السياحة تستقطب الاستثمارات المحققة للعوائد والمعززة للنمو الاقتصادي عبد المنعم حلبي: استعادة الثقة أهم أولويات البرلمان الجديد قروض حسنة بلا فوائد.. كيف نضمن وصول الدعم للمنتجين؟ مراكز دعم وتوجيه في جامعة حمص لاستقبال المتقدمين للمفاضلة تأهيل بنى تحتية وتطوير خدمات تجارية في "الشيخ نجار الصناعية" "مدينتي".. جامعة حلب تسهّل عملية حجز غرفة في السكن الجامعي "المخترع الصغير".. حيث يولد الإبداع وتصنع العقول مجلس الشعب مسؤولية وطنية لبناء دولة القانون تأهيل جسر "عين البوجمعة" بريف دير الزور سوريا تطلق مشروع تنظيم المهن المالية وفق المعاييرالدولية التأمين الهندسي.. درع الأمان لمشاريع الإعمار والتنمية اختتام زيارة لـ"الجزيرة نت" و"نادي الإعلاميين" إلى صحيفة "الثورة" ما بين السطور في مهب الرايخ واشنطن تقلّص وجودها في العراق وتعيد توجيه بوصلتها نحو سوريا رحلة الاقتصاد الجديد بدأت..ماذا عن الأبواب الاستثمارية المفتوحة؟ إدارات القطاع الصناعي تجهل ضبط مسارها بما يتناغم مع الحكومة «سيبوس 2025».. منصة لانطلاقة سورية نحو الاقتصاد العالمي