إذا كنا سنبحث عن إيجابيات تبشر بدوري قادم مختلف ومتقدم بشكل متميز عما سبقه، فلا يعد تجنياً أن نقول: إننا بحاجة إلى بصر ثاقب، لم نبالغ ولم نقل أننا بحاجة إلى مجهر، هناك إيجابيات ولكن هل هي كفيلة بتطور شبه جذري، وهل وهي شاملة؟!.
من الإيجابيات في هذا الميركاتو توزع لاعبي الصف الأول بين عدد من الأندية، وإن كانت لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة إلا أن هذا يعني مع توزع مماثل للمدربين المتميزين ألا يتم حسم الدوري في فترة مبكرة كما حدث الموسم الماضي.
ومن المرجح أن تظل شعلة الإثارة وقادة حتى اللحظات الأخيرة وألا تنحصر المناسفة على الوساطة كما يفعل الملكي المدريدي المدجج بأساطير في الليغا، كما برزت طفرة جديدة نتمنى أن تتحول إلى ظاهرة وهي أن بعض اللاعبين وقعوا لمدة عامين وهو ما من شأنه أن يعزز الانتماء والولاء والاستقرار الذي لن يحس به النادي ولاعبوه والإدارات تتغير في كل عام إلا من رحم ربي، عمل مميز قامت به بعض الصفحات الرسمية للأندية على منصات التواصل الاجتماعي وقدمت اللاعبين بطرق مميزة لم نعتد عليها، وكانت أقرب لعمل الأندية الكبيرة في المنطقة، كما لم تنشغل إدارات بعض الأندية رغم أنها إدارات جديدة بالعمل على تلميع نفسها فقط بل وقامت بما يخدم مصلحة النادي لسنوات قادمة مثل إدارة أهلي حلب التي أنجزت في وقت قياسي تجهيز ملعبها التدريبي اللافت للنظر فعلاً قياساً لأندية اشتهرت بكثرة المال بينما لم تقم برفع الأنقاض عن ملاعبها بعد.
حسناَ كل هذه إيجابيات ويوجد غيرها كما يوجد سلبيات سنتكلم عنها، ولكن تبقى عقدة المسمار جاثمة على صدورنا لأننا نتعرض للجذب من قوتين متناقضتين، روح تحاول التطور وتسعى إليه حتى لو بأقل الموجود، وأرواح متصخرة، عتيقة، تجذب للجهة وللجهة الأخرى، يميناً يساراً در.