في بحثه عن “نصر مطلق” بالقضاء على المقاومة ليهدئ غليان مرجل استياء الشارع الصهيوني من حماقاته التي فتحت بوابات الردود الموجعة على التطاولات العدوانية بالمنطقة، ونزعت عن وجه الكيان أقنعة الضحية، لطالما ارتداها في المحافل الدولية لاستدرار التعاطف مع كيانه الذي يقطر دماً وإرهاباً، في عملية البحث هذه عن عكاز يسند ترنحه السياسي وتخبطه الميداني يرمي نتنياهو أعواد ثقابه لحرق غزة عل النيران تحرق أكوام قش إخفاقاته ويجد إبرة نصر مزعوم .
اللعب على وقت مرحلي والضغط على زناد التسعير و رمي حطب خرق القوانين الدولية في محرقة عدم المساءلة الأممية والاحتيال بقبول مبادرات وقف العدوان كل ذلك يمارسه نتنياهو علناً، فالحرب فرصة مواتية ينتهزها لمقايضة أمريكا ومساومتها على ديمومة عبثها بإعدادات أمن واستقرار منطقتنا، وما آخر صفقة أسلحة المقدرة ب20 مليار دولار إلا تأكيد على أن نتنياهو يعرف من أين يؤكل الكتف الأميركي لتحقيق أجنداته السياسية .
تلطيخ خريطة غزة بالدماء للنجاة من مأزقه السياسي حتى لو كانت الأثمان باهظة من أرواح الصهاينة ولو انهار جيش كيانه وبات جنوده في العيادات النفسية يعانون متلازمة الرعب،هي أوراق رهان نتنياهو، فالحروب هي الرئة التي يتنفس منها الكيان إكسير دعم غير محدود من أميركا وأذنابها الغربيبن.
لن نجادل في مآلات انزلاق الكيان إلى هاوية توسيع نتنياهو رقعة التطاولات العدوانية إقليمياً بمحاولات عقيمة لإحراز نصر زائف مادفع وزير حربه لمهاجمته واصفاً “الانتصار المطلق” الذي يكرره بأنه هراء مطلق.
لطالما كانت غزة لغزاً استحال على جنرالات العدو فك شيفرة ثباتها واستبسالها وقدراتها المتجددة على القيامة من بين الأنقاض وتعكير صفو الغطرسة الإسرائيلية ، ما جعل جنرالات ومتزعمي الكيان على مدى عقود ينادون بقتل غزة أو حرقها وشطبها من الخريطة الفلسطينية، وبالرغم من كل الحطب الإرهابي الذي يزجونه لوأد مقاومتها لكن النار التي أحرقت منازل ودمرت مشافي ومدارس لم تحرق عزائم وتصميم الغزيين ولم تسقط اللواء من أيدي محور مقاوم لم يحرف بوصلة مؤازرة الحق الفلسطيني بل أججت شعلة مقاومة وقَادة في الصدور الأبية لن يخمدها إرهاب الاحتلال.
