لطالما راودني سؤال مشاغب، حين أسمع عن سرقة ما هنا وحالة نهب هناك، وخاصة في زمن كان يقال فيه إن العناصر الأمنية تدري تماماً ما تضعه أنت في كيس القمامة!، وذلك دليل على العيون المتربّصة، المحافظة على سلامة البلد وأمن المواطن داخل القطر وخارجه!، فكيف إذا كانت آثاراً.. وما فتح اليوم باب التساؤلات تلك، هو تقرير لمؤسسة “جيردا هنكل” الذي أشار إلى أن أكثر من 40 ألف قطعة أثرية نهبت من المتاحف والمواقع الأثرية خلال سنوات الثورة السورية على يد نظام المخلوع وتنظيم داعش الإرهابي وفقاً للتقرير.
وبالأمس القريب تعرّضت قاعة المتحف الوطني للاقتحام، وكسر بعض الخزائن الزجاجية، وسرقة ستة تماثيل ثمينة صغيرة من الجص والرخام والمرمر، رغم تدعيم منظومة الحماية والمراقبة داخل المتحف، وهو ما لمسناه أثناء زيارتنا له قبل أيام من سرقته.
ولمواجهة ذلك تطبّق الوزارة برنامجها لاستعادة الآثار السورية المنهوبة بالتعاون مع الانتربول، وسبق وأن أعلنت مديرية الآثار في مدينة إدلب عزمها استعادة الآثار المنهوبة من متحف إدلب والمواقع الأخرى، بالتنسيق مع الشرطة الجنائية الدولية، وإلى جانب الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية والتحقيقات التي تقوم بها اللجنة الاختصاصية التي شكلّها، كان وزير الثقافة قد استعان بخبرات تكنولوجية سورية مستقلة ذات كفاءة عالية للمساعدة على توفير أكبر ما يمكن من الأدلة التي قادت إلى معلومات أسهمت في الكشف عن تفاصيل السرقة.
نأمل أن تقود التحقيقات إلى القبض على الجناة واستعادة المسروقات بأسرع وقت ممكن، إنها ليست مجرد حجر إنها تاريخنا وإرثنا العظيم.