“أخلاق المثقف”.. في الصالون الفكري الأدبي بثقافي المزة

الثورة ـ علاء الدين محمد:

الجلسة السابعة عشرة من الصالون الفكري الأدبي جاءت تحت عنوان (أخلاق المثقف)، وتضمنت  محاور عدة طرحها الأستاذ إبراهيم منصور على كل من الأديب عبد الله النفاخ والأديب محمد عيسى، وعلى ضيوف آخرين في المركز الثقافي العربي بالمزة.
المحور الأول.. نسبية القيم الأخلاقية.. أي هل هي مطلقة؟ هل هي نفسها في كل زمان وفي كل مكان؟  طالما أنها ليست ثابتة ومتغيرة حسب الزمان والمكان.، لماذا كل هذا الالتزام المطلق بها..؟
المحور الثاني.، ما دور النخب المثقفة عبر التاريخ في تغيير مجتمعاتنا أو تطويرها؟
المحور الثالث: ضرورة الضبط الأخلاقي لشتى صنوف الثقافة ما هو الأصح .. أن نركن للقيم السائدة .. أم نحاول تغييرها وتطويرها؟ لماذا نربط دائماً بين سلوك المثقف في حياته اليومية وبين منتجه الإبداعي والثقافي؟
بدأ الجلسة الكاتب والقاص عبد الله النفاخ وقال: أعتقد أن هذه الفكرة هي حديثة على ثقافتنا العربية لأنه في الماضي كان يربط بين الشعر والأدب بشيء من الخروج عن الأخلاق السائدة، وكان العديد من الشعراء أو معظمهم يعرفون بخروجهم عن الأخلاق السائدة في عصرهم، لكن عندما بدأ الشعر يأخذ الجانب الإنساني،. وهذا نتيجة تأثره بالثقافات الأخرى.
عندما انتقل إلى الثقافة ولاسيما في عصر النهضة الأدبية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، بدأت هذه الفكرة تلوح بشدة، نذكر هنا الشاعر بدوي الجبل الذي يقول في شعره:
لا الحقد خمرة أحزاني ولا الحسد
من جوهر الله صيغ الشاعر الغرد
يجعل الشاعر جزءا من الذات الإلهية، أي بأقصى درجات السمو والكمال الأخلاقي .
ونذكر  الرافعي في وحي القلم كان له ثلاث مقالات يتناول فيها بدقه مسألة آرائه النقدية ومفهوم الأدب، وقد ذكر كبار المختصين في الأدب، أن الرافعي كان في عصره أكثر الأدباء فهما لحقيقة الأدب ، أي عندما نقول هذا الكلام فإننا نربطه بشخص فهم الأدب، فهذا مميز عن غيره .
والأديب ذكر العلاقة بين الدين والأدب ووجه التشابه بينهما، ووصل إلى أن الأدب هو وحي إلهي محض، والدين وحي الهي لتسيير القضايا لعلاقة الإنسان بربه، والأدب هو وحي إلهي لتسيير علاقة الانسان بنفسه. وكان معروفاً عن الرافعي بأنه من أكثر الأدباء التزاماً دينياً.. والمقصود هنا أنه كان هناك ربط شديد بين الأخلاق والمثقف ظهر بقوة، وتميز بتأثره بالأدب الغربي الذي كان يتمتع بسمو عال من الأدب.
أما الأديب  محمد عيسى أشار إلى أن لدينا اشكاليتين أولاً: ربط الأخلاق بالمثقف، ثانياً: ما هي الأخلاق؟
الأخلاق هي الوعي وبقدر ما يكون هنالك وعي يكون هناك سلوك صحيح. أما الأخلاق بدون وعي لا وجود لها
ثانياً: علاقة الأخلاق والمثقف.
لنعرّف أولاً من هو المثقف، أنا أقول إن المثقف هو من ينتج معرفة، وينتج ثقافة إن كان في الفكر أم الفلسفة أم الشعر أم الرواية أم الفن في الموسيقا، في كل تلك الأشياء التي تدلل على هوية مجتمع ما، وليس من يحفظ ويكرر ثقافة الأسلاف هذا حفيظ وليس مثقفاً، وهنالك فرق بين الاثنين، فالأديب أو المثقف أو المفكر برأيي يجب أن يكون محققا لانزياح ما، أي انزياح عن عادات وتقاليد المجتمع قد يأتي مثلاً شاعر ويكتب قصيدة جميلة جداً بمعان رائعة، ولكن تلك المعاني فيها انزياح عن قيم المجتمع وهو بنى بناء جميلاً على مفاهيم سابقة لم يقدم مفهوما جديداً.
وربط الأخلاق بالأديب أو الشاعر أو المثقف نراه هنا غير دقيق، وهناك أمثلة كثيرة مثل جان جينيه ورامبو وغيرهم ولكن بالمعنى السلوكي أو من منظورنا نقول إن هؤلاء من دون أخلاق.
فمفهوم الأخلاق دائماً هناك هو شيء مبهم لا نستطيع تحديده، المثقف يجب عليه أن ينتج قيما جديدة قيما  فكرية وفنية، أما الاعخلاق ككلمة أعتبرها أنها خرجت من العباءة الدينية.
البشرية تتطور بشكل دائم، دائماً فيه قيم جديدة وحاجات جديدة، وبالتالي يجب على الإنسان أن يتكيف دائما مع  واقعه وزمنه والمشكلة أننا نتكلم دائماً عن الأخلاق وفي وعينا الماضي، أي يصبح لديه قيم جديدة ويتطور سلوكه إلى الأفضل، فمثلاً بالوعي والفهم لا يعود لتكسير أغصان الحدائق أو لإتلاف الأملاك العامة أو غيرها.. فالأخلاق عبارة  عن سلوكيات ووعي الإنسان.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك