الثورة – لجين الكنج:
لم يبق للسباق إلى البيت الأبيض سوى مساحة ضئيلة جداً للتطرق إلى مسألة التغير المناخي، في الوقت التي يشهد العالم فيه ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حملة انتخابات رئاسية وسباقاً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وأشارت وكالة فرانس24، إلى أن دونالد ترامب الذي يواجه كامالا هاريس بدلاً من جو بايدن، يلجأ في تجمعاته الانتخابية الأخيرة إلى تسويق معلومات مضللة، بهدف إحراج نائبة الرئيس الأمريكي من السباق.
ففي هذا السياق، تحدث ترامب عن حظر غير موجود للحوم الحمراء ومواقد الغاز. وقال في 27 تموز الماضي في تجمع انتخابي في ولاية منيسوتا “دعت كامالا إلى خفض استهلاك اللحوم الحمراء لمكافحة تغير المناخ”.
وأضاف الرئيس السابق أن المرشحة الديمقراطية “ستتخلص من جميع الأبقار.. وأعتقد أنه في مرحلة ما، سيلاحقون البشر”، مكرراً نظريات المؤامرة حول “انخفاض عدد السكان” والتي تنسب إلى هاريس في المساحات اليمينية منذ أن تناولت قضية “القلق المناخي” بين الأجيال الأصغر سناً في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض العام الماضي.
وبدوره، قال جاي دي فانس المرشّح لمنصب نائب الرئيس على بطاقة ترامب في 3 آب الجاري في أتلانتا إن هاريس “ترغب في أخذ مواقد الغاز خاصتكم، وتريد حتى حرمانكم القدرة على تناول اللحوم الحمراء”.
ويقول إدوارد مايباخ مدير مركز اتصالات تغير المناخ في جامعة جورج مايسون إن “التكتيك المعتمد في السياسة يقضي بتحريف مواقف الخصم لجعلها تبدو متطرفة وغير مقبولة. وهذا بالضبط ما يقوم به ترامب وفانس مع مواقف نائبة الرئيس هاريس بشأن العمل المناخي.”
أما نشطاء المناخ فغالباً ما يشيدون بهاريس، وخصوصاً انطلاقاً من دعوتها إلى ملاحقة شركات النفط عندما كانت تشغل منصب المدعية العامة لولاية كاليفورنيا.
أما المتحدثة باسم هاريس، لورين هيت، فلم تتطرق إلى ادعاءات محددة لترامب وفانس، واكتفت بالقول إن المرشحة الديمقراطية “تركز على مستقبل يتمتع فيه جميع الأمريكيين بهواء نظيف ومياه نظيفة وطاقة موثوقة وبأسعار معقولة.”
وفي الوقت ذاته، رفض ترامب مراراً وتكراراً الأخطار الناجمة عن تغير المناخ إذ صرّح في مقابلة مع إيلون ماسك في منتصف آب بثت على موقع “إكس”، قائلاً إن “التهديد الأكبر ليس الاحتباس الحراري، لأن ارتفاع مستوى المحيطات لن يتجاوز ثمن بوصة على مدار الأربعمئة عام المقبلة”. علماً أن ماسك كان قد أعلن دعمه لترامب في هذه الانتخابات في تموز الماضي.
فبحسب استطلاع أجري مؤخراً برنامج “يال” للاتصالات حول تغير المناخ، فإن أكثر من ثلث الناخبين المسجلين يؤكدون أن الاحتباس الحراري واحد من المواضيع المهمة التي ستتحكم في خيارهم في انتخابات 2024.
