الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
أحبّ هذا النوع من الشعر، هذا الذي يترك الفضاءات مفتوحة على الممكن، تنبثق كلماته من حيث يشاء الفكر، يصوغ البنية التعبيرية، فيقدم الرؤى الإبداعيّة وأشكالها، فلا قوانين تحده، هو ما ورائيات قد يكتبها الشاعر ويلحقها، عبر ضياءاته الخاصة،
فتتسعُ فضاءات الشعر هنا، تشهق الكلمات في صور وأشكال مختلفة، فتتكئ على الوجدانيّات، على المكان و الزمان والحالة الشعريّة، تهطل الكلمات على الورق بأمر كن.
أحب هذا النوع من الشعر الذي يمتد كيدٍ مخلصة للغيم والحجر والحقلة، ولعل الشاعر عبد الكريم الناعم من هؤلاء الذين يكتبون الشعر وهم يعلنون انشراح صدورهم للحدث مهما كان أليماً فيكتبون وهم مطمئنون في سجودهم على الورق، يكتبون بما يملي عليهم ضميرهم فيحافظون على أناهم النقيّة.
في سؤال استوقفني حين سئل الناعم في حوارٍ معه :ماذا يمكن أن تضيف لمسيرتك الشعريّة والحياتيّة؟ فكان جوابه
أما ماذا يمكن أن أضيف لمسيرتي الشعريّة والحياتيّة، فقد ذكرتُ أنني توقّفتُ عن كتابة الشعر، أمّا حياتيًّا، فقد بلغتُ من العمر عتيّاً، وأقعدتْني السنوات عن المشاركات، والمنتديات، فأنا تعبرني الأيام، ولم أعد عابراً لها، لاسيما في الظروف الحياتية التي أحاطتْ بنا منذ إشعال حريق الخراب العربي على أيدي الدواعش وحلفائهم في الداخل والخارج، لقد أصبحتُ وأمثالي دريئة لتسديد سهام الأيام التي نعيش كوابيسها جميعاً، وعن المشهد الثقافي يقول: هناك ثلّة من المنتفعين والانتهازيين الذين يريدون انهيار القيم الأدبيّة، بل يصيب حتى القيم الأخلاقيّة المتعلّقة بسوء التقييم والتمييز، وإذا كان هذا الأفق لا نستطيع التأثير فيه، وقد يكون وراءه أدمغة تريد تشتيت العقول، وتتفيهها، لأغراض تخدم مصالح المتلاعبين بأقوات الناس، وحرياتهم، وكراماتهم».
العدد 1203 –3 -9 -2024