في بحث لقياس اتجاهات الرأي.. الأهل والأصدقاء والأقارب الأعلى نسبة في مصادر الحصول على المعلومات

الثورة – دمشق – ميساء العلي:

تشكل مصادر معلومات الناس واحدة من الهواجس الأساسية للرأي العام للعاملين في وسائل الإعلام بمختلف أشكالها، والسبب الرئيسي في هذا الهاجس هو معرفة الوسائل الأكثر تأثيراً في الرأي العام.
من هنا كانت محاضرة الصحفي زياد غصن، خلال ندوة أقيمت في المركز الثقافي بأبو رمانة تحت عنوان: ما هي مصادر معلومات المواطن؟.
الجانب العملي
المحاضر توجه بجزء من محاضرته بتتبع نظري لبعض المعلومات المتعلقة بالموضوع، لكن الجزء الأهم كان الجانب العملي من خلال نشر بعض البيانات الرسمية، وهي لم تنشر سابقاً ومنها جزء غير رسمي (أممي) ليسلط الضوء على عملية تكوين جانب من كيفية حصول المواطن على معلوماته.
وطرح الإعلامي غصن سؤالاً أساسياً مفاده: ما هي المعلومات التي تهم المواطن السوري والإنسان بشكل عام، ليرد بعد ذلك أن هناك مجموعة من الخيارات جمعها بأربع أقسام من المعلومات تشكل الهاجس الأساسي لأي شخص، القسم الأول يتعلق بمحيط الإنسان الاجتماعي “الأخبار- المعلومات- السير الذاتية والقصص الإنسانية” والقسم الثاني، ما يتم تداوله عن أخبار الأسرة ومن ثم أخبار الأقارب البعيدة والقريبة وأخبار المجتمعات المحلية في القرية أو التجمعات السكانية، والحياة الشخصية للإنسان والوضع المعيشي، ومعلومات تتعلق بطبيعة عمله المهني، وعلاقته مع المؤسسة العامل بها والوسط المهني المنتمي إليه والمعلومات العامة المتعلقة بمختلف المستويات محلياً وخارجياً.

العوامل المؤثرة
المحاضر تناول سؤالاً آخر حول العوامل المؤثرة بالمعلومات المستهدفة؟ وكيف يتم البحث عن المعلومات؟.. قائلاً: إن الأشخاص مختلفين من ناحية اهتماماتهم بالبحث عن المعلومات، فهناك أربع خانات تؤثر في نوعية المعلومات تلك التي يبحث عنها الإنسان وتكون عائدة للشخص وخلفيته واختصاصه العلمي والفني والثقافي ومستواه التعليمي، فالاهتمامات والنوعيات تلعب دوراً كبيراً و البيئة وتدفق المعلومات بغض النظر عن مدى جديتها فنحن بعصر المعلومات.
وأشار إلى أن الطريق الأساسي للحصول على المعلومات هو الاتصال، وهذا ما درسناه أكاديمياً في كلية الإعلام، فالاتصال هو الشكل الوحيد للحصول على المعلومة والمعرفة، وثمة أشكال للاتصال تساعد في توليد المعلومة منها ما يأتي عن طريق الجهد الذاتي للشخص واجتهاداته أو من خلال الاتصال الجمعي والجماهيري، واليوم نرى الأكثر شيوعاً هي وسائل التواصل الاجتماعي التي خلقت حالة من التفاعل بين مختلف مكونات المجتمع.
القناعات المتداولة
وبالنسبة لمصادر معلومات المواطن السوري بحسب القناعات المتداولة والشائعة بأحاديث الصحفيين والمهتمين بالشأن العام والمواطنين بمختلف اختصاصاتهم، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي المؤثرة على المعارف وتدفق المعلومات ومن ثم الفضائيات بمختلف أشكالها المحلية والعربية والأجنبية والإذاعات يليها الصحافة المطبوعة والكتب.
الإعلامي غصن- ومن خلال جهد ذاتي وبمحاولة منه لتتبع مصادر وأشكال حصول المواطن على معلوماته، قال: لا يمكن الجزم إلا من خلال الدراسات الإحصائية والأبحاث واستهداف عينات من المجتمع لكن للأسف لدينا قلة فيما يتعلق بالأبحاث والمسوحات الميدانية التي ترصد مصادر معلومات المواطن، ويعتمد عليها في بناء كيانه وشخصيته ومعرفته ومواقفه.
وسائل الإعلام
المحاضر غصن وبمبادرة ذاتية منه أدرج سؤالاً عند قيام المكتب المركزي للإحصاء بالمسح السكاني عام ٢٠١٤ يتعلق بمصادر المعلومات التي يحصل عليها المواطن السوري المتعلقة بالشأن العام، هل هي عن طريق وسائل الإعلام التقليدية أو الجديدة أم المعلومات المجتمعية للأهل والأقارب.
وأفاد أن جزءًا من الدراسات الجامعية في كلية الإعلام والحلقات البحثية حول ذات الموضوع من خلال العينات التي يتم أخذها مشكوك فيها ومخرجاتها غير صحيحة.
وانتقل فيما بعد إلى إحصائيات حصل عليها من خلال المسوحات الرسمية وغير الرسمية، والمسح الأممي المتعلق بقضية عودة اللاجئين السوريين.
وبحسب المحاضر فإن الهدف من الوقوف على مصادر معلومات المواطن هو قياس اتجاهات الرأي العام ومواقفه وتحليل الاتجاهات والمواقف ومعرفة المصادر المؤثرة في تشكيل اتجاهات ومواقف الرأي، وخاصة في الحرب وبالتالي إعادة استثمارها في توجيه وإرسال رسالة كتغذية راجعة وتحديد القنوات المناسبة لمخاطبة والتأثير في الرأي العام.
المسح السكاني للعام ٢٠١٤ رصد كيف يستقي المواطن السوري معلوماته خلال سنوات الحرب الأولى، وكانت النتائج بالنسبة للصحافة المطبوعة وفق نتائج المسح هناك ٥٣% لا يعتمدون أبداً عليها بالحصول على المعلومة رغم أنها كانت ما تزال تُطبع وتوزع في بعض المحافظات السورية و٢٥% نادراً و٢٣% أحياناً و٣% غالباً و٦ % دائماً وهذه النسب تبدو طبيعية مع بداية الحرب خاصة مع محدودية التوزيع الجغرافي وتعرض سيارات توزيع المطبوعات للاستهداف.

وبالنسبة للفضائيات، وكان لها سطوة آنذاك فكانت ٣٤% دائماً يعتمد عليها المواطن في الحصول على معلوماته وهذا أمر طبيعي حيث لم يكن هناك أزمة كهرباء أو مواقف مسبقة لما يجري و٣٣% غالباً و١٥% أحياناً و ٦،٤% أبداً.
في حين الاعتماد على الإذاعات والتي كانت وسيلة مهمة خلال الحرب لأنها أصبحت على الأجهزة الذكية وعند انقطاع الكهرباء فكانت النسب كالآتي ٣% دائماً و٦،٧% غالباً و٢٨،٥% أحياناً و٣٨% نادراً، وبالنسبة للمواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي التي كان لها سطوة كانت المفاجأة أن نسبة ٧% دائماً و٢٣% غالباً و١٢،٥% أحياناً و١٧% نادراً و٢٤% أبداً وهي نسبة كبيرة.
في حين نسبة الاعتماد على الأصدقاء والأقارب والمعارف وصلت إلى ٤٣% يعتمدون دائماً و ٢٢% أحياناً و٥،٦% نادراً و٧% أبداً.
وخلص المحاضر غصن إلى مجموعة من الاستنتاجات تمثلت بأنه لا يمكن لمصدر واحد أن يستأثر بتكوين المعلومات ومعارف المجتمع السوري، فهناك مجموعة مصادر تتكامل مع بعضها فالصحافة المطبوعة ما يزال لها متابعين، وما زالت مؤثرة لكن يبدو أن المصدر الرئيسي للمعلومات لكثير من السوريين هم الأقارب والأصدقاء والمعارف حتى لو كانت شائعة، فهي أحياناً مصدر أساسي يؤخذ بها ومن ثم شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت مؤثرة في بناء وصناعة ونشر المعلومات بغض النظر عن أهميتها، ومن ثم وسائل الإعلام التقليدية لا تزال مؤثرة لكن بنسب متباينة والدليل أن حرب غزة أعادت للفضائيات دورها وكانت مصدراً أساسياً للحصول على المعلومة، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي كونت قناعات لدى طلاب بريطانيين وأمريكين حول حرب غزة.
كل ذلك يدعو- بحسب غصن- إلى العمل حكومياً ومجتمعياً على المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي لضمان التأثير الإيجابي لهذه الشبكات وخلق وعي لدى المواطن.

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة