الثورة _ رفاه الدروبي:
عبَّر الدكتور سائد سلوم بألوان ترابية تبدو كأنَّنا أمام عاصفة تداخلت فيها الفصول والطبيعة مع بعضها بعضاً في لوحاته المعنونة «بالفصول الأربعة» من خلال التداخل بين الفصل والآخر بأسلوب سريالي تعبيري.
أستاذ التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة يُلخِّص مضمون لوحاته حول الحدائق باعتبارها لم تعد كعهدنا بها من قبل، إذ كانت نابضة بالحياة، لكنَّ مقاعدها الآن أصبحت خاوية، خالية من البشر ما يدلُّ على الهجرة، لاضطرار الناس إلى مغادرة المكان إلى آخر، بدلاً من أن يتطور نحو القيم الجمالية العليا كعهدنا بها.
الدكتور السلوم رأى في لوحاته أنَّ مكوناتها لم تعد موجودة بشكل منطقي في الواقع، ويظهر في اللوحة اختلاط بالألوان، فالسماء في الأرض والعكس، والحجارة والكتل الضخمة، تأخذ مساحة أكبر من حجمها وكلّ شيء لم يعد يظهر كما يجب أن يكون في الطبيعة بصيغتها الحقيقية بجماليتها، بل يظهر بشكل غرائبي، ويصير مألوفاً، وهنا تظهر المشكلة الكبرى.
إنَّه مؤشر لما يمكن أن يأتي في الزمان، ويدعو للاهتمام بالإنسان وللعودة إلى المكان والحياة الطبيعية الجميلة، والهدوء، والسكينة. وفي الواقع الأشياء ليست في حالة سكون، ولكن عندما تتحرَّك تتغيَّر طبيعتها بحيث نسمع الصوت غرائبياً مخيفاً مرعباً، ولذلك لابدَّ من التنبيه للمستقبل واستشرافه استشرافاً من خلال الحياة والأعمال الفنية المُقدَّمة كحدث جمالي يشير إلى الأشياء، داعياً بضرورة إيجاد الحلول قبل وقوعها.

التالي