الثورة – دمشق – مها دياب:
مع ارتفاع أسعار مادة البطاطا منذ بدء الموسم الصيفي وندرة وجودها، ولوحظ تراجع كبير في الكميات المعروضة ومنها يعتبر من النوع الرديء جداً بلون أزرق في بعض الأسواق، وكذلك العفن أو النصف موجود منها فقط، يرافق ذلك ارتفاع كبير في سعرها.
كل ذلك يحدث من دون أسباب واضحة، وبدأت الكثير من العائلات الاستغناء بنسبة كبيرة عنها في موائدها، ليس بسبب سعرها فقط بل بسبب رداءتها وطعمها غير المقبول.
وفي جولة لـ “الثورة” على أسواق باب سريجة وصحنايا ونهر عيشة والدحاديل، وجدنا أنه في كل سوق مع امتداده يوجد بائع أو اثنان فقط لمادة البطاطا، وبكميات قليلة جداً، ومع ذلك نجد أسعارها محلقة مابين 9 آلاف و13 ألفاً.
أصحاب المطاعم السبب..
وفي سؤالنا للباعة عن السبب، كان لكل منهم إجابة مختلفة..
أبو محمود وأبو صالح بائعان في سوق الدحاديل ونهر عيشة، عند سؤالهم عن سبب غلاء واختفاء مادة البطاطا كان جوابهم: إنه بسبب غلاء اللحوم الحمراء والدجاج، الأمر الذي أدى إلى انخفاض بيع الكثير من المطاعم، بالتالي لجأت كل المطاعم إلى اعتماد مادة البطاطا في البيع كوجبات وسندويشات، بالتالي يشتري أصحاب المطاعم البطاطا الجيدة بكميات كبيرة، ولا يبقى إلا القليل عند الباعة الذين يستغلون الوضع برفع السعر بالرغم من رداءتها، لأنها على رأيهم مادة لا يمكن الاستغناء عنها في موائدنا اليومية.
التصدير..
أما نور الدين وسعيد وأبو طارق الباعة في سوق صحنايا، كان رأيهم أن كل مادة تتعرض للتصدير تصبح نادرة وسعرها يرتفع، أما لماذا؟، فإن لمادة البطاطا خاصية مختلفة عن باقي المواد- حسب رأي هؤلاء، لطالما تعتبر مادة أساسية ومرغوبة من الجميع كبيراً وصغيراً “ومشبعة” أي أنها كانت تعتبر أكل الدراويش، لذلك فإن تصديرها أدى إلى رفع أسعارها بشكل لافت مع اختفائها في أيام كثيرة عن العرض وعزوف الباعة عن شرائها من سوق الهال بسبب السعر ورداءة المعروض.
وعلى امتداد سوق باب السريجة بكل تفرعاته وجدنا القليل من الباعة لمادة البطاطا منهم يبيعها نوعاً ما مقبولة والباقي لا يغري الزبون لشرائه، إذ يصل سعرها مابين 11 ألفاً و 13 ألفاً للكيلو، وعند السؤال أجاب محمد وخالد وأبو ماجد أنهم لا يعلمون السبب وأنه في اعتقادهم لا يوجد سبب واضح لنقص المادة، خاصة أننا في الموسم الصيفي لها، بالتالي كان يجب توفرها بشكل كبير ونوع جيد وسعر مقبول.
وأكملوا حديثهم بالقول: إن الشائعات كثيرة ولغط الكلام كثير أيضاً، حول قلة العرض، وبدأت عملية الاستغناء من المواطن دون سؤال أو اهتمام كغيرها من الأشياء التي تم نسيانها من موائدنا اليومية على مدار هذا الشهر.
البطاطا بأهمية الخبز..
وبسؤال المواطنين في الأسواق عن رأيهم كان ردهم مما يحدث من ارتفاع أسعار للمواد الموسمية إجمالاً والبطاطا خاصة لأنها- وحسب تعبيرهم أكلة “الدراويش” أو ذوي الدخل المحدود ولايجب التلاعب بها أبداً، وتأتي أهميتها بأهمية الخبز لأنها مشبعة ومغذية ويحبها الجميع خاصة الأطفال، هذا ما أكدته كل من الأمهات فاطمة وخالدة ونورة وأمل، وأنهم اضطروا إلى الاستغناء عنها بشكل كبير خلال هذا الشهر بسبب ندرتها وارتفاع سعرها، متمنين أن يتم حل الموضوع بالتدخل لعودة البطاطا للأسواق بأسعار مقبولة و نوعية جيدة.
أكلة رفاهية…
أما منير وعماد وأيهم عبروا عن قلقهم الشديد حول الموضوع بأن أبناءهم يحبون البطاطا خاصة المقلية، وتعتبر مادة لا يمكن الاستغناء عنها، ومع ذلك تراجع حضورها وهي بعز موسمها الصيفي، فكيف الحال في الشتاء هل ستصبح مادة رفاهية ربما نأكلها مرة واحدة كالموز مثلاً!
بينما عبر كل من أدهم وفراس ونمير عن استيائهم كونهم طلبة جامعة يقطنون بعيداً عن أسرهم، والبطاطا كانت أكلتهم الرئيسية على مدار الأسبوع لفائدتها وسهولة طبخها، وأنها تعتبر مشبعة لهم، مؤكدين أن غلاءها سبب مشكلة فعلية لهم بالطعام كونهم من أسر تعيش كفاف يومها.