الثورة – منهل إبراهيم:
في السباق نحو البيت الأبيض يبرز سؤال لافت يقول ماذا سيحمل شهر أكتوبر “تشرين الأول” من مفاجآت للرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب ولنائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؟
سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بالفعل شهد العديد من المفاجآت، منها الأداء السيئ للرئيس بايدن في مناظرته مع ترامب، ثم انسحابه من السباق، وترشيح كامالا هاريس قبل أيام من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وعلى الجانب الآخر نجا الرئيس السابق والمرشح الجمهوري ليس من محاولة اغتيال واحدة، بل من محاولتين.
يقول الخبراء إن ترامب واجه العديد من الفضائح وتم عزله مرتين وإدانته بـ88 تهمة في عدة دعاوى قانونية، ونجا من محاولتين لاغتياله أكسبتاه التعاطف والتأييد، ولذا من الصعب تصور مفاجأة يمكن أن تحدث وتؤدي إلى تراجع حظوظه بين مناصريه.
ويشيد الديمقراطيون بأداء هاريس في المناظرة التلفزيونية مع ترامب ورغم تقارب حظوظها في استطلاعات الرأي معه في الولايات السبع المتأرجحة، فإن فرص حدوث مفاجآت خلال الأسابيع المتبقية حتى يوم الاقتراع تظل قائمة.
ويقول مراقبون إن بعض مفاجآت أكتوبر يمكن افتراضها والتنبؤ بها والبعض الآخر قد يكون مفاجئاً بشكل تام، لكن في نهاية الأمر لها تأثير على اتجاهات الناخبين وقراراتهم، فقد تحدث صدمات اقتصادية أو محاولة اغتيال ثالثة لترامب، أو تستخدم إيران أو روسيا أو الصين معلومات مضللة للتأثير على الناخبين. ويخشى الاقتصاديون أيضاً من تأثير أكتوبر على سوق الأسهم فالتوقع النفسي بانحدارات مالية وانهيارات لسوق الأوراق المالية من المرجح أن تحدث خلال الشهر أكثر من أي شهر آخر.
وقد تكون المفاجآت سارة وجيدة، منها أن يتمكن بايدن وهاريس من التوصل إلى هدنة بين “إسرائيل” و”حماس” و”حزب الله” بما يعزز حظوظ هاريس، وهو ما سيكون مفاجئاً للعالم كله. ويمكن أن تكون مفاجآت فضائحية، فهل يمكن أن تظهر فضائح شخصية أو مالية في ماضي ترامب أو ماضي هاريس خلال الأسابيع المقبلة؟ تاريخ مفاجآت أكتوبر في الانتخابات الأميركية يقول إن كل الاحتمالات قائمة، والمؤكد أن مفاجآت أكتوبر مقبلة وقد تتفجر في أي لحظة.
تلقى المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب قنبلة من العيار الثقيل خلال السباق الرئاسي الأمريكي في انتخابات 2016 التي نافس فيها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ففي يوم الجمعة 7 أكتوبر 2016 نشرت صحيفة واشنطن بوست مقطع فيديو صادماً يعود إلى عام 2005 ويظهر ترامب وهو يتفاخر بالاعتداء الجنسي على النساء. ويقول فيه ترامب «حينما تكون نجماً، يسمحن لك بفعل ذلك…». وكان هذا المقطع الذي وصل إلى الصحيفة من مجهول إحدى المفاجآت التي أدت إلى سحب العديد من الجمهوريين تأييدهم لترامب ومنهم السيناتور جون ماكين والسيناتور كيلي أيوت ووزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس.
واعتقد الكثيرون أن هذه الفضيحة كتبت النهاية لحملته، لكن وقعت منافسته هيلاري كلينتون أيضاً في فخ مفاجأتين في أكتوبر هما اختراق روسيا لرسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي، وبدء تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي في استخدامها لسيرفر بريد إلكتروني خاص أثناء عملها كوزيرة للخارجية. وفي النهاية فاز ترامب في المجمع الانتخابي.
وتلقى ترامب ضربة أخرى قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن المرشح الجمهوري لم يقم بدفع الضرائب الفيدرالية لمدة 18 عاماً في مفاجأة أذهلت الناخبين، لكنها قسمت الناخبين بين معجب بقدرات ترامب في التلاعب والتحايل لتجنب دفع الضرائب ومنتقد وغاضب على ترامب، لكن ترامب استطاع استغلال هذه المفاجأة، متفاخراً بأنه استطاع تجنب دفع الضرائب بذكاء.