وماذا بعد الذي حصل؟

بعد عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حاولت الكثير من وسائل الإعلام تشكيل انطباع بأن المقاومة اللبنانية قد انهارت برحيله بحكم موقعه القيادي في الحزب ومكانته النضالية وصورته في الوعي العام بوصفه رمزاً للمقاومة وله سجل ناصع في الانتصارات ومواجهة العدو الصهيوني والانتصار للقضية الفلسطينية وربطه جبهتي غزة والجنوب اللبناني ما شكل صدمة للعدو.

بداية نقول: إنه وعبر تاريخ المقاومات في العالم لم تتمكن عملية اغتيال لقائد سياسي أو مقاوم أن تنهي حركة مقاومة أو تحدث تغييراً واسعاً في مجرى الأحداث بشكل سلبي أو تراجعي، لا بل ربما زادت الحالة تدفقاً وحضوراً واستمراراً، وبالنظر لما جرى من عملية اغتيال للسيد الأمين العام لحزب الله تجدر الإشارة إلى أن عملية أمنية وعسكرية بهذا الشكل والمستوى من التخطيط والرصد والتنفيذ لا يمكن أن تتم دونما تنسيق وشراكة مع مجموعة أجهزة مخابرات وتنسيق سياسي وأمني مع جهات عدة لأن ثمة تداعيات ومخاطر حقيقية لابد من توقعها جراء ذلك العمل الخطير، وهنا يفترض أن تكون المخابرات الغربية شريكة في هكذا عملية دقيقة وخطيرة ومعقدة وذات نتائج وأهداف بعيدة على المستوى الاستراتيجي، بدليل ما جاء على لسان رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد عملية الاغتيال بالقول: إننا نعمل على تغيير الواقع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، والملاحظ أن عبارته جاءت بصيغة أننا ما يعني انه يتحدث بلغة جماعة ودول وليس الكيان الصهيوني وحده، ولعل ترجمة هذا الكلام يفسر ما جرى ويجري على التوازي في كل من غزة واليمن وطهران وغيرها من استهدافات مماثلة لقادة في دول المقاومة، فهو هدف من مصفوفة أهداف يجري العمل لتحقيقها تشمل دول وقوى محور المقاومة بالتسلسل تمهيداً لما تحدث عنه نتنياهو وهو التغيير الاستراتيجي الذي يعبد الطريق لمشروع أمريكي تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد.

ولعل ما جرى في عام 2006 من اجتياح لجنوب لبنان وفشله في تحقيق أهدافه، وما حصل في الربيع العربي وفشله اليوم، هو من أحال تنفيذ ذلك المشروع الخطير “لإسرائيل” لكي تقوم به أصالة وليس وكالة، حيث مارس أطراف المشروع لعبة الانتظار بهدف الخداع من خلال الوعود الأميركية، فاغتالوا هنية، ومن ثم بعض قيادات حزب الله، وصولاً لاغتيال الأمين العام السيد حسن نصر الله، وهذا كله سياق متصل ولعل لعبة المفاوضات بشأن توقيع ما سمي صفقة تبادل بين المقاومةً والعدو الصهيوني لا تعدو كونها جزءاً من الحرب بوصفها عملية خداع وشراء الوقت في رهان على تغيير موازين القوى بين أطراف الصراع وصولاً للتمهيد لإرساء نظام إقليمي تحت مسمى شرق أوسط جديد في ظل حديث عن الاتحاد الإبراهيمي الذي لا يعدو كونه تسمية ملطفة “لإسرائيل الكبرى من النيل للفرات” إعمالاً للرواية التوراتية، فهو شرق أوسط أوربي أميركي، تشكل “إسرائيل” نواته المركزيةً ومركز الثقل والقيادة فيه.

فالاغتيال خطوة في هذا الاتجاه، أي من شرق أوسط مقاوم عربي إلى شرق أوسط أمريكي إسرائيلي عبر مشروع اقتصادي استثماري، ظاهره تنمية، ومضمونه مشروع هيمنة، روج له رئيس وزراء الكيان الصهيوني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع والعشرين من شهر أيلول عندما أبرز خريطتين إحداهما خضراء، والأخرى سوداء، في إشارة مخادعة للخير والشر.

لقد كان الحديث قبل التركيز على الجبهة اللبنانية مقتصراً على غزة ووقف الحرب، فتحول إلى حديث عن تغيير لمنطقة الشرق الأوسط ضمن جغرافيا سياسية جديدة، ولعل ذلك يمثل تحدياً لشعوب المنطقة بالكامل يحتاج لاستجابة فاعلة ورادعة، فهذا وفقهم لا يتحقق إلا من خلال القضاء على المقاومة في المنطقة العربية ومشروعها، ونجاح المشروع الأميركي الصهيوني الذي لا يحتاج بهذا المعنى استمرار نتنياهو في الحكم فقط، وإنما أن يكون بطلاً في التاريخ اليهودي ومحققاً لإسرائيل الكبرى كما يوشع بن نون وشاؤول وداوود وسليمان في ظل حديثه قبل عدة أيام عن مملكة يهودية رابعة على حساب العرب وجوارهم التاريخي.

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق