الثورة – ريم صالح:
في ظل جرائم الاحتلال ومستوطنيه المتصاعدة بحق قاطفي ثمار الزيتون في لةالضفة الغربية، أكد تقرير أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، بأن معاناة المزارعين في موسم قطاف الزيتون هذا العام، أشد قسوة من معاناة العام الماضي، بسبب إرهاب الاحتلال ومستعمريه، ما يهدد بفقد معدلات أعلى من المحصول.
وقال المكتب في تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر، اليوم السبت، ونقلته وكالة وفا، إن ارهاب المستعمرين بحماية قوات الاحتلال، ومشاركة عصابات بن غفير في الاعتداء على الفلسطينيين في موسم قطاف الزيتون، بدأ مبكرا هذا العام، في مختلف محافظات الضفة الغربية، بدءا بمنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم، مرورا بالسطو على المحصول، وحرق أشجار الزيتون، وانتهاء بإطلاق النار عليهم، وهو ما أدى إلى استشهاد حنان ابو سلامه (59 عاما) برصاص الاحتلال، الخميس الماضي.
وبحسب المكتب، تشير التوقعات بعدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون، ما من شأنه أن يؤدي إلى فقدان نحو 15% من محصول الموسم لهذا العام.
وعلى صعيد النشاطات الاستعمارية، نشرت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي، مناقصة لبناء 286 وحدة استعمارية في منطقة مفتوحة إلى الشمال من مستعمرة “رامات شلومو” في القدس الشرقية، تم الاستيلاء عليها من خلال تطبيق قانون “أملاك الغائبين، وهي جزء من خطة لبناء ما مجموعه 650 وحدة على مساحة 71 دونماً – والتي من شأنها توسيع هذه المستعمرة باتجاه حي بيت حنينا.
وبحسب التقرير، من المقرر أن يتم فتح المناقصة للمزايدة في 20 تشرين الثاني 2024، لكن سلطات الاحتلال يمكنها أن تقرر تأجيل الإجراء. ومن شأن هذه الخطة أن توسع المستعمرة المذكورة شمالاً، إلى حافة المنطقة المبنية في حي بيت حنينا، وتحقيق هدفين لسياسة الاحتلال في القدس الشرقية : أولاً، تعقيد إمكانية رسم الحدود المستقبلية للعاصمة الفلسطينية في القدس، وثانياً، منع قدرة الأحياء الفلسطينية على التوسع والتطور، من أجل تلبية احتياجات سكانها.
وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال والمنظمات الاستيطانية يتوسعون في إقامة المزيد من البؤر الاستعمارية في ظروف الحرب، حيث تمت إقامة 43 بؤرة استعمارية منذ بداية الحرب.
وعلى امتداد سنوات الاحتلال شكلت شجرة الزيتون عنوان وجود وصمود، فمن أجل حماية الأرض من غول الاستعمار، ومن سياسة الاحتلال بشكل عام، أخذ الفلسطينيون يتوسعون في زراعة شجرة الزيتون، وخاصة في السنوات الأخيرة بعد انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)، فقد كانت مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون عام 2010 نحو 462824 دونما، منها نحو 21509 في قطاع غزة، وأصبحت في العام 2021 نحو 575194 دونما، منها 33633 دونما في قطاع غزة.
ويقدر معدل الإنتاج السنوي من زيت الزيتون، موزعا على المحافظات في الضفة الغربية بنحو 5500 طن لمحافظة جنين، تليها طولكرم بمعدل 3500 طن، ثم نابلس ورام الله وسلفيت وقطاع غزة بمعدل 3000 طن لكل منها، وقلقيلية بمعدل 1500 طن، والخليل بمعدل 1000 طن، وبيت لحم بمعدل 600 طن، وأخيرا القدس بنحو 200 طن، في حين أن إنتاج محافظة أريحا من زيت الزيتون فيكاد يكون محدودا.
بعد السابع من تشرين الأول 2023، تحولت شجرة الزيتون إلى جزء لا يتجزأ من الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس.