الثورة – ناصر منذر:
يصعد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، والذي دخل يومه التاسع والسبعين بعد الثلاثمئة، بدعم أميركي متواصل، مرتكبا مجازر دامية مروعة، أودت بحياة عشرات الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن استهداف المستشفيات، والطواقم الطبية.
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 19 شهيداً و 91 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 379 على القطاع ارتفع إلى 42519 شهيداً و 99637 جريحاً، فيما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأضافت الصحة: إن الاحتلال الإسرائيلي يكثف من استهدافه للمنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، وذلك بحصاره واستهدافه المباشر لمستشفيات الإندونيسي وكمال عدوان والعودة خلال الساعات الماضية وإصراره على إخراجها من الخدمة.
واستشهد اثنان من المرضى داخل المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة نتيجة حصار الاحتلال وانقطاع التيار الكهربائي والإمدادات الطبية، كما استشهد 7 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف طيران الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 13 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، قد استشهدوا وأصيب آخرون، صباح اليوم السبت، في قصف الاحتلال جباليا، وخان يونس، ورفح، شمال وجنوب قطاع غزة، مشيرة إلى استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منزلا في حي العلمي بمخيم جباليا، فيما ارتقى شهيدان اثنان وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال ساحة مستشفى كمال عدوان. بينما استشهد أربعة فلسطينيين في قصف الاحتلال شرق مدينة خان يونس جنوبا، وفلسطينيين اثنين في قصف مسيرة تابعة للاحتلال مواطنين فلسطينيين في مخيم الشابورة، وسط مدينة رفح.
كذلك استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح، فيما بقي عدد من المفقودين تحت الأنقاض، جراء قصف الاحتلال لمنزل بمخيم المغازي، كما استشهد فلسطيني، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال مدخل مختبر مستشفى كمال عدوان، الذي يتعرض هو ومستشفيا “الاندونيسي، والعودة”، لحصار مشدد منذ 15 يوما، ما فاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا، في ظل العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول 2023. كما استشهد فلسطينيان اثنان في قصف الاحتلال خربة العدس شمال شرق رفح.
يأتي ذلك فيما شن طيران الاحتلال قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على مخيم جباليا، وبيت لاهيا، ومناطق الصفطاوي، وتل الزعتر، وتلة قليبو شمال قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، بينهم أطفال ونساء.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية نقلا عن مصادر طبية بأن عشرات الجثامين مازالت منتشرة بشوارع شمال قطاع غزة، وخاصة في جباليا، حيث لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليها، بسبب قصف الاحتلال المكثف. كما قصف الاحتلال عشرات المنازل بمناطق مختلفة بمخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين.
وتطلق الطائرات المسّيرة وآليات الاحتلال النار بشكل مكثف، وسط قصف مدفعي متواصل، تزامن مع تحركات للآليات بمخيم جباليا، ومحيطه، الذي يتعرض لعمليات نسف، وتدمير، وإحراق المباني السكنية، باستخدام البراميل المتفجرة والروبوتات المفخخة.
وناشدت عشرات العائلات طواقم الإسعاف والدفاع المدني لإنقاذها من تحت أنقاض منازلها المدمرة، وأخرى من النيران المشتعلة جراء قصف الاحتلال العنيف والمكثف.
وتوغلت دبابات الاحتلال شمال قطاع غزة وصولا إلى بوابة المستشفى الإندونيسي بمنطقة الشيخ زايد، وقامت بمحاصرته من جميع الجهات، وهدم جزءا من أسواره.
وحسب مصادر طبية من داخل المستشفى، “فقد تم قطع التيار الكهربائي عنه، ولا يمكن من إعادة وصله مجددا، بسبب خطورة الأوضاع، وتواجد قوات الاحتلال بالمنطقة”.
ويوجد داخل المستشفى المحاصر 30 مصابا، بخلاف المرضى، منهم 10 يحتاجون رعاية خاصة، وأكسجين على مدار الساعة.