كعادة المبعوثين الأميركيين عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني فهم لايحملون إلا الشروط الإسرائيلية بمعنى أنهم ليسوا وسطاء محايديين لحل أي قضية تتعلق بهذا الكيان العدواني، وهذا هو حال آموس هوكشتاين المبعوث الأميركي الذي زار بيروت أكثر من مرة في محاولة للاستثمار بالعدوان الذي تشنه حكومة العدو الإسرائيلي ظناً منه أنه يمكن أن يحقق لهذا الكيان بالسياسة والتضليل ماعجز عن تحقيقه بالتدمير والقتل وارتكاب المجازر بحق المدنيين الآمنين.
هوكشتاين في جولته الأخيره على لبنان ولقائه مع المسؤولين اللبنانيين لم يحمل معه ما يمكن البناء عليه لوقف إطلاق النار فقد حمل مجموعة من الشروط التي تعني الاستلام التام من قبل المقاومة اللبنانية، فهو لايبحث في تطبيق القرار 1701 وإنما جاء بشروط منها نزع سلاح المقاومة، وتعديل مهمة اليونفيل بحيث يشارك الكيان في عملها واستخدام الأجواء اللبنانية بحرية ما يعني استسلاماً تاماً، وهذا بالطبع مرفوض كلياً من قبل المقاومة ومن قبل كل من يتكلم باسم المقاومة أو من شرفاء لبنان ما يعني أن العدوان مستمر ورد فعل المقاومة سيكون أشد، وهذا ما يظهره الميدان فالقول الفصل للميدان.
لقد توهم كيان الاحتلال والمسؤولون الأميركيون أن المقاومة اللبنانية قد ضعفت باستهداف قادتها واستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورفاقه، وهو أمر مؤلم لا شك، ولكن المقاومة اللبنانية استعادت ترتيب صفوفها، واستوعبت الضربة الإسرائيلية، وأظهرت خلال الأسبوعين الماضيين أنها مازالت قوية، وبدأت بالرد على العدوان بقوة وكبدت الاحتلال خسائر كبيرة ولاسيما خلال محاولاته التوغل البري في جنوب لبنان.
قوة المقاومة تجلت في المسيرات والصواريخ التي تطلقها من جنوب لبنان رغم القصف الوحشي الإسرائيلي والتي طالت تل أبيب وحيفا وصفد وقيساريا مقر إقامة رئيس حكومة العدو نتنياهو ليشكل ذلك رسالة أن المرحلة القادمة هي مرحلة إيلام العدو عبر الرد على العدوان، واستهداف مراكز استراتيجية في كيان العدو، وهو مايحصل حالياً وتصريحات بعض الضباط الإسرائيليين الذين قالوا إن أكثر من مليون مستوطن يجبرون على الاختباء في الملاجئ أكثر من ثلاث مرات يومياً، فهذا يعد انتصاراً للمقاومة وبالتالي فإن ماجاء به هوكشتاين من شروط ستبقى في إطار الأوهام التي لاتتحقق بفضل قوة وشجاعة المقاومة في لبنان وغزة مؤكدين بذلك أنه لامجال للاستثمار وفرض الشروط عبر العدوان مهما بلغت التضحيات.
التالي